الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
فن وثقافة

لطيفة الزيات.. ما لا تعرفه عن الروائية المناضلة من أجل النساء

الجمعة 11/سبتمبر/2020 - 01:48 م
مصر تايمز

تحل اليوم ذكرى وفاة الأديبة الراحلة "لطيفة الزيات" الـ 24، التي تعتبر رمزاً من رموز الأدب الروائي في مصر؛ نظراً لما قدمته من روايات، وتُعد من أوائل الروائيات اللاتي كتبن عن المرأة للتعبير عن أوضاعها السياسية والاجتماعية.

وتعتبر "لطيفة" اسماً معروفاً في الحركة الوطنية المصرية؛ نظراً لنضالها السياسي؛ حيث اشتركت في النضال مع الجيش في بورسعيد.

نشأتها



ولدت "لطيفة عبد السلام الزيات" عام 1923 في مدينة دمياط أثناء الحِقبة الملكية، وتلقت تعليمها بالمدارس المصرية، وحصلت على درجة الليسانس في اللغة الإنجليزية وآدابها بجامعة القاهرة، ثم بدأ مشوارها في العمل الجامعي حيث درّست في كلية البنات جامعة عين شمس إلى أن وصلت إلى درجة أستاذ في النقد الإنجليزي، ثم حصلت على الدكتوراه في الأدب من كلية الآداب بجامعة القاهرة.

وأصبحت رئيسة قسم النقد والأدب المسرحي بمعهد الفنون المسرحة بين عاميّ 1970 و1972، ثم أصبحت مديراً لأكاديمية الفنون.

نشاطها الثقافي والسياسي 



شغلت "لطيفة" عدة مناصب خلال حياتها؛ حيث كانت عضو منتخب في أول مجلس لإتحاد الكتّاب المصريين، وعضو شرف في الاتحاد العام للكتّاب والصحفيين الفلسطينيين.

عضو في لجنة التفرغ ولجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة، وعضو لجان جوائز الدولة التشجيعية في مجالي القصة القصيرة والرواية.

تابعت الإنتاج الأدبي في مصر بالنقد من خلال البرنامج الثاني في الإذاعة في الفترة مابين عام 1960 الى عام 1972.

أشرفت على إصدار وتحرير الملحق الأدبي لمجلة "الطليعة" الصادرة عن مؤسسة الأهرام، وكان هذا الملحق من أول المنابر التي نشرت تقييماً وتحليلاً لإنتاج الأدباء الشباب في الستينيات، ثم في السبعينيات.

أبدت اهتماماً بشؤون المرأة، وارتباط قضية المرأة ارتباطاً جذرياً بقضية المجتمع، وحررت باباً أسبوعياً في شؤون المرأة، في مجلة حواء في الفترة من عام 1965 إلى 1968، وفي إطار الاهتمام بشؤون الأسرة والطفل، شغلت لفترة منصب مدير ثقافة الطفل في الثقافة الجماهيرية.

كان لها مشاركة في الحركة الطلابية في الأربعينيات وانتُخبت سكرتيراً عاماً للجنة الوطنية للطلبة والعمال، وهي اللجنة التي قادت في تلك الفترة كفاح الشعب المصري ضد الاحتلال البريطاني، وترأست لجنة الدفاع عن الثقافة القومية وهي لجنة لمناقشة موقف المثقفين من إتفاقية كامب ديفيد التي قامت بدور مهم في وقف التطبيع الثقافي مع إسرائيل مما عرضها للاعتقال قي بداية الثمانينيات؛ فكتبت سيرة ذاتية بعنوان "حملة تفتيش" تتحدث فيها عن فترة اعتقالها.

أعمالها

قدمت "لطيفة" خلال مشوارها الأدبي العديد من الأعمال الكتابية النقدية، والأدبية، والترجمة مثل " الباب المفتوح – الشيخوخة – الرجل الذي عرف تهمته – حملة تفتيش – بيع وشراء – صاحب البيت".

الباب المفتوح



تُعد "الباب المفتوح" واحدة من أيقونات الأدب العربى، ورائعة لطيفة الزيات الخالدة رغم مرور أكثر من 60 عاماً على نشرها، وصُنفت من ضمن قائمة أفضل 100 رواية عربية، وتمثل بشكل كبير المجتمع المصري خلال فترة خمسينيات القرن العشرين، وتناولت الرواية رحلتين، رحلة تحرر المرأة، ورحلة تحرر الوطن، والربط بينهما، وحثّت على خروج المرأة من عزلتها، ومن داخل الأسوار التي فرضتها عليها الأعراف والتقاليد، واهتمت الكاتبة بالربط بين القضايا الاجتماعية والسياسية مثل مقاومة الشعب المصري للاستعمار الإنجليزي، ومعركة بورسعيد، وكيف ترابط جميع أفراد الشعب في سبيل الدفاع عن الوطن.

وتتناول الرواية قضية "ليلى" التى تعيش فى مجتمع تقليدي لا ينتظر من المرأة إلا الطاعة، فتناضل ليلى من أجل أن تحصل على حريتها كإنسانة، وتتساوى مع أخيها "محمود"، وتوضح الرواية أثر "حسين عامر" على حياتها، كما تنخرط فى الحركة الوطنية من أجل تحرير البلاد،  وفازت الرواية بجائزة نجيب محفوظ للأدب عام 1996.

وحولها المُخرج "هنري بركات" إلى فيلم سينيمائي من بطولة كل من فاتن حمامة، صالح سليم، حسن يوسف، ومحمود مرسي، وقد نال الفيلم جائزة أفضل فيلم في مهرجان جاكرتا السينمائي، كما انه قد تُرجم للإنجليزية.



وفاتها 
توفيت لطيفة الزيات في 11 سبتمبر 1996، عن عُمر يناهز الـ 73 عاماً بعد صراع طويل مع مرض السرطان، وذلك بعد مرور وقت قصير من حصولها على جائزة الدولة التقديرية للأدب.

واحتفى محرك البحث جوجل بذكرى ميلادها الـ92 على مستوى العالم العربي عام 2015، حيث ظهرت صورتها وهي ممسكة بورقة مكتوبة عليها "ليلى" اسم بطلة "الباب المفتوح".