الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
حوادث

اغتيال البراءة.. ظاهرة تعذيب الأطفال تتفشى في المجتمع المصري والدافع: بنأدبهم

الثلاثاء 22/ديسمبر/2020 - 10:52 ص
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

"اغتصاب الطفولة واغتيال البراءة"، هما الوصف الأدق لظاهرة تعذيب الأطفال التي انتشرت مؤخرًا في المجتمع المصري، فأصبح لا يمر بضعة أيام حتى نسمع عن إحدى الوقائع المشابهة، وغالبًا ما تكون على أيدي الأقرباء والأهالي بدافع التأديب. 


2020 كان عامًا حافلًا بجرائم ضحاياها أطفال، فلم تمنع عيونهم البريئة وحياتهم التي مازالت في بدايتها، انتهاك حقوقهم ووقوع جرائم شنيعة تراوحت بين القتل والتعذيب والاغتصاب بحقهم؛ ليصبحوا ضحايا الأعمال الإجرامية التي دفعوا ثمنها غاليًا.


وقد يظن البعض أن هذه الوقائع تمر مرور الكرام على النفوس الصغيرة، إلا أنها تصاحبهم حتى يشيخوا؛ حيث تمثل لهم عقدًا نفسية وجرحًا غائرًا يصعب التئامه.

الطفل "مصطفى" ضحية التعذيب بالهرم 

أصبحت الجرائم الأسرية منتشرة بكثرة في المجتمع المصري، حتى أصبحنا نرى الكثير من الجرائم التي تحدث بأسباب غير مقنعة، فشهدت منطقة الهرم بالجيزة واقعة مؤلمة حيث تجرد أبوين من كل مشاعر الرحمة والإنسانية، وقاما بتعذيب نجلهما البالغ من العمر 6 سنوات بدافع التربية والتأديب.

بداية الواقعة

بداية الواقعة كانت عندما رصدت مديرية أمن الجيزة، تداول مقطع فيديو لأحد الأطفال عبر وسائل التواصل الاجتماعى، يظهر خلاله به العديد من اثار التعذيب الجسدى، وذكر خلال مقطع الفيديو الذى سجله له أحد جيرانه، أن والديه وراء الاعتداء عليه بالضرب، وكسر ذراعه، وتعذيبه، وصعقه بالكهرباء.


بإجراء التحريات تبين أن الفيديو دارت أحداثه فى الهرم، وتوصل رجال المباحث إلى هوية الطفل المجنى عليه، وبإعداد كمين لوالديه، تم ضبطهما، وتم الوصول للطفل، وتبين إصابته بعدة جروح وكدمات بجسده.

تحريات المباحث: والديّ الطفل اعتادا ضربه 

توصلت تحريات المباحث إلى أن والد الطفل مسجل خطر، ووالدته سبق اتهامها فى عدة قضايا، وأن والدا الطفل اعتادا الاعتداء عليه بالضرب وتعذيبه، لرغبة الطفل فى الإقامة لدى جدته التى تولت تربيته، خلال قضاء المتهمين عقوبة السجن فى عدة قضايا، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال المتهمين.

حبس والديّ "ضحية التعذيب بالهرم" 4 أيام.. وتسليم الطفل لجدته

أمرت النيابة العامة بجنوب الجيزة، اليوم الجمعة، بحبس مسجل خطر وزوجته 4 أيام على ذمة التحقيقات، على خلفية اتهامهما بتعذيب "مصطفى" طفلهما البالغ من العمر 6 سنوات، في القضية المعروفة بـ"ضحية التعذيب بالهرم"، كما أمرت النيابة بتسليم الطفل إلى جدته لوالده، بعد توقيع الكشف الطبي عليه وتسليم التقرير.


كما طالبت النيابة رجال المباحث بسرعة التحريات حول المتهمين؛ للوقوف على نشاطهما الإجرامي، واستكمال التحريات.

ضحية التعذيب بالهرم: "بابا كان بيطفي السجاير في جسمي" 

أقر الطفل أمام نيابة الجيزة، أن والديه اعتادا ضربه وصعقه بالكهرباء، بالإضافة إلى تسبب والده فى كسر ذراعه، وإصابته بكسر بأنفه، وكسور سابقة بـ3 ضلوع، بالإضافة إلى كسر بالذراع الأيمن، و20 حرق بمختلف أنحاء جسده، نتيجة إطفاء والده السجائر بجسده وحرقه بها.

المتهم بتعذيب طفله: كنت بأدبه عشان عنده تبول لا إرداي 

اعترف المتهم بالاعتداء على ابنه البالغ من العمر 6 سنوات بالضرب والتعذيب، أمام الأجهزة الأمنية، بأنه كان يحاول تأديبه بسبب تبوله على نفسه، ومنعه من مرافقة أصدقاء السوء الذين اعتادوا الاعتداء عليه خلال قضاء المتهم وزوجته عقوبة السجن.


وأشار المتهم في التحقيقات، إلى نجله كان يقيم بصحبة جدته خلال قضاء المتهم وزوجته عقوبة السجن، وأنه بعد الإفراج عنهما اصطحبا ابنهما للإقامة بصحبتهما، إلا أن الطفل كان يرغب في العودة للإقامة بصحبة جدته.

الطفلة ساندي.. جدتها حرقتها بـ"مية النار" بسبب خلافات والديها 
واقعة آخرى كانت ضحيتها الطفلة "ساندي" التي اجتمعت الظروف ضدها بعد أن اتجه والدها إلى تجارة المخدرات، وفقدت والدتها كل معاني الآمان فتركت منزل الزوجية، الآمر الذي لم يكن على هوى الأب، فاصطحب ابنتيه للعيش معه، ولكن لم تكن هذه نهاية القصة.


تلقت والدة الطفلة اتصالًا من أحد الجيران أخبرتها بأن فلذة كبدها فارقت الحياة، وبسؤالها عم الطفلة نفى موتها مؤكدًا أن الفتاة مصابة بالحمى فقط، والصدمة كانت عندما تبين أن "ساندي" تعرضت لحرق بـ"مياة النار" بفروة الرأس من الدرجة الثالثة.


بداية الواقعة عندما تلقي اللواء محمود السبيلي، مدير مباحث الجيزة، بلاغًا من سيدة تدعى "عواطف.أ" جدة الطفلة "ساندي" عمرها 3 سنوات، تتهم والد حفيدتها بتعذيبها، وذكرت الجدة في بلاغها، أن خلافات أسرية بين والدي الطفلة انتهت بترك الأم لمنزل الزوجية منذ عامين، وإقامة الطفلة مع أبيها بمنزله، مشيرة إلى أن أحد جيران والد "ساندي" أبلغها بسوء حالة حفيدتها الصحية، ما دفعها إلى التوجه لقسم الشرطة واتهام الأب بتعذيب حفيدتها.

وانتقلت مأمورية رفقة الجدة، إلى منزل الأب وتبين عدم تواجده، وعُثر على الطفلة بها إصابات عبارة عن حروق بفروة الرأس إثر إلقائه مادة كاوية "ماء نار" على رأسها، وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.


وقررت النيابة إرسالها بمأمورية إلى الطب الشرعي؛ لتوقيع الكشف الطبي عليها وتحديد ما لحق بها من إصابات والسبب في حدوثها كما قررت استدعاء جدة الطفلة لسماع أقوالها والاستعلام عن شهود عيان من جيران الأب حول علمهم بواقعة التعذيب من عدمه، وتكثف الأجهزة الأمنية بالجيزة جهودها لضبط الأب حيث تم نشر عدة أكمنة ثابتة ومتحركة في منطقة سكنه وعمله والأماكن التي يتردد عليها لضبطه، ومازالت التحقيقات مستمرة.

طفل الليمون 

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى فيديو للطفل الشهير بـ"طفل الليمون" تعامله جدته بقسوة وتضربه، مطالبين النائب العام بالتدخل وحبس هذه السيدة وإيداع الطفل فى إحدى دور الرعاية.


وأظهر مقطع الفيديو، تعرض الطفل للضرب الشديد من جدته بواسطة الشبشب، مرددة "علشان تفتكر"، مكررة سؤال: "هتنسى تاني ولا هتفتكر؟" مع ضربه، حتى أجابها: "هفتكر"، لتتركه في النهاية.

جدة الطفل: كنت بأدبه 

كشف مصدر أمني حقيقة مقطع فيديو متداول عبر صفحات موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" يتضمن قيام سيدة مسنة بالتعدى على طفل بالضرب.


وأكد المصدر، أنه بالفحص تم استدعاء الطفل وعرضه على المستشفى، وتبين إصابته بـ "كدمة بالرأس"، وباستدعاء "جد الطفل وجدته"، وبسؤالها عن مضمون المقطع، أقرت الجدة بارتكابها الواقعة بقصد تأديبه. 

النائب العام يآمر بالتحقيق في الواقعة

كشفت تحقيقات النيابة حقيقة تعرض الطفل، حيث كانت وحدة الرصد والتحليل بإدارة البيان بمكتب النائب العام" قد رصدت تداولًا واسعًا لمقطع مصور لطفل بعنوان "بائع الليمون" تبعه مقطع آخر أثير فيه تعرضه للخطر واستغلاله اقتصاديًّا من قبل أحد ذويه.


وبسؤال النيابة العامة الطفل، صاحب الـ 10 سنوات، أقر إقامته في صحبة جَديه منذ نشأته بعدما هجره والداه، وأنهما يتكفلان بحسن رعايته، مُبديًا رغبته في الالتحاق بمراحل التعليم الأساسي التي تخلف عنها، وأنه يشتغل بتجارة "الليمون" بإيعاز من جده ولرغبته في الاعتماد على نفسه، مؤكدًا أن أحدًا لم يُجبره أو يُكرهه على ذلك، وقد شهد جَدَّ الطفل بذات مضمون الأقوال في التحقيقات. 

طفل الجيزة 

كشف مصدر أمني حقيقة ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعى بشأن قيام شخصين بالتعدي على نجلهما، بنطاق محافظة الجيزة.


وأكد المصدر، أنه تم تشكيل فريق بحث جنائي أسفرت جهوده إلى التوصل إلى ناشر الخبر، وتبين أنها ربة منزل، وبسؤالها أقرت بتناهى لسمعها صوت تعذيب لأحد الأطفال بالشقة المجاورة لها، وفي اليوم التالى قامت بتصوير الطفل من خلال مقطع فيديو استعرض خلاله واقعة تعدى والديه عليه، وعلمت عقب ذلك بمغادرة الطفل ووالديه الشقة، مضيفة أنها لم تتقدم بأية بلاغات عن تلك الواقعة.


كما أضاف المصدر، أنه تم التوصل للطفل وتبين أنه مصاب بكدمات بالوجه والذراع الأيمن، وبسؤاله قرر بقيام والديه، سائق وربة منزل بالتعدى عليه بالضرب، وتم ضبطهما وبمواجهتهما أقرا بارتكابهم الواقعة بقصد تأديبه.