"مراسلون بلا حدود" تزعم بسقوط 17 مراسل شهيدا في غزة فقط
قالت منظمة “مراسلون بلا حدود” أمس الخميس، إن 45 صحفيا قتلوا عام 2023 أثناء أداء مهنتهم، 17 منهم استشهدوا خلال الحرب المستمرة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، مشيرة إلى أن إحصائياتها “لا تشمل الصحفيين الذين قتلوا خارج إطار أداء مهامهم أو الذين لم يُستهدفوا بصفتهم صحفيين أو أولئك الذين ما تزال ظروف مقتلهم مجهولة”.
وأثار تقرير منظمة مراسلون بلا حدود جدلا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي وسط اتهامات بالتضليل وتزييف الوقائع.
حصيلة 2023
في تقرير أصدرته اليوم، قالت منظمة مراسلون بلاد حدود إن الحصيلة أدنى بقليل من العام 2022 حيث قتل 45 صحفيا خلال أدائهم مهنتهم في 2023 رغم مأساة الحرب بين إسرائيل وحركة حماس التي قضى فيها ما لا يقل عن 17 صحفيا، بينهم 13 في قطاع غزة.
وقتل العام الماضي 61 صحفيا في العالم حسب الحصيلة السنوية لهذه المنظمة.
وحصيلة العام الحالي هي الأدنى منذ أكثر من عشرين عاما عندما قتل 33 صحفيا في 2002، وأكثر من ثلث قتلى 2023 مرتبط بالنزاع في الشرق الأوسط من بينهم 13 في قطاع غزة.
وقال الأمين العام للمنظمة كريستوف دولوار: “نسجل تراجعا منتظما (في القتلى) بعيدا جدا عن 140 صحفيا قتلوا في 2012 ومن ثم 2013 خصوصا جراء الحرب في سوريا والعراق، لكن ذلك لا يخفف بشيء، المأساة في غزة”.
وأوضحت المنظمة أن الحصيلة العالمية التي تحصي القتلى حتى الأول من ديسمبر “لا تشمل الصحفيين الذين قتلوا خارج إطار أداء مهامهم أو الذين لم يُستهدفوا بصفتهم صحفيين أو أولئك الذين ما تزال ظروف مقتلهم مجهولة”.
وجاء في تقرير منظمة مراسلون بلا حدود للعام 2023 أن عدد الصحفيين القتلى في أمريكا اللاتينية تراجع بشكل ملحوظ؛ بمقتل ستة صحفيين مقابل 26 في 2022.
ويقول التقرير إن المكسيك التي شهدت أكبر عدد من القتلى وراء غزة، سقط فيها أربعة صحفيين في 2023 مقابل 11 العام الماضي.
وأشار التقرير إلى أن ذلك لا يعني أن أمن الصحفيين تحسن “كما تظهر عمليات الخطف الثلاث والهجمات المسلحة على أربعة صحفيين في نهاية 2023”.
وأضافت المنظمة: “نظرا إلى العدد القياسي لأعمال العنف المسجلة في 2022 بات الصحفيون يقيمون المخاطر التي يتعرضون لها، بطريقة منهجية أكثر، ما يعني مزيدا من الرقابة الذاتية”.
وكشف التقرير أن ثلث الصحفيين المفقودين في العالم وعددهم 84، هم مكسيكيون.
وتراجع عدد الصحفيين المسجونين من 569 في 2022 إلى 521 خلال السنة الراهنة فيما انضمت بيلاروسيا إلى الصين وبورما باعتبارها “واحدة من أكبر ثلاثة سجون في العالم”.
ولفت التقرير إلى أن تركيا وإيران تزجان صحفيين في السجون بشكل متكرر، فيما يُحتجز 54 صحفيا رهينة في الوقت الراهن مقارنة بـ62 في 2022.
ووفق الأمين العام للمنظمة كريستوف دولوار فإن حصيلة 2023 أدنى بقليل من تلك التي شهدها العام الماضي حين قتل 61 صحفيا.
المنظمة وصحفيو غزة
أثار التقرير الذي نشرته المنظمة وتناقلته وسائل إعلام أجنبية جدلا واسعا في منصات التواصل الاجتماعي، وسط اتهامات لـ”مراسلون بلا حدود” بمحاولة تزييف الوقائع من خلال عملية التضليل.
وقال مسؤول مكتب الشرق الأوسط في منظمة مراسلون بلا حدود جوناثان داغر في تصريح للجزيرة إن “فلسطين تعد أخطر دولة في العالم بالنسبة إلى الصحفيين في 2023، حتى لو تضمن تقريرنا 13 صحفيا فقط بدل العدد الفعلي الذي وصل إلى 89 صحفيا”، في إشارة إلى عشرات الصحفيين الفلسطينيين الآخرين الذين استشهدوا مع عائلاتهم في قصف إسرائيلي استهدف منازلهم بقطاع غزة أيضا.
ويقول منتقدو المنظمة إن التصريحات الجانبية حول الأزمة في غزة والانتهاكات التي تستهدف الصحفيين لا تبرر عدم تضمينهم في التقرير، مشيرين إلى أن عملية استهدافهم لا تحتاج إلى تحقيقات أو أدلة، وأنهم كانوا هدفا مباشرا للاحتلال من أجل طمس الحقائق ومنع وصولها إلى العالم.
وغرّد حساب راشيد في منصة إكس تويتر سابقا معلقا على تقرير مراسلون بلا حدود: “أصدقاؤكم في غزة الذين قتلتهم إسرائيل هل أضفتموهم إلى القائمة”.
بدوره، قال خالد سرور في توتير”: فرانس إنفو تنشر مقتل 45 صحفيا في 2023 هي حصيلة أقل من العام 2022، وتجاهلت نحو 90 صحفيا فلسطينيا استشهدوا في شهرين ، هؤلاء ليسوا بشرا؟ ليسوا صحفيين؟ ما هذا العمى والازدراء”.
من جانبه، غرّد حساب أستاذ أكرم بطريقته الخاصة ورأى أن تقرير “مراسلون بلا حدود” مدفوع الأجر لتعمده إقصاء شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة من الصحفيين، وقال: “الكيان الإسرائيلي قتل 87 صحفيا في شهرين كم دفعوا لكم مقابل هذا؟”.
وأعربت آبي في تغريدة على تويتر عن أسفها لعدم إدراج صحفيي غزة في قائمة منظمة مراسلون بلا حدود وقالت: “إذا كان الصحفيون الذين تم اغتيالهم منذ شهرين في غزة يصنفون جزءًا من النوع الإنساني، كان بالإمكان عدهم مع الآخرين”.
وأكّد حساب ذو ويفر بوي في منصة تويتر أن الأرقام تم تخفيضها في إشارة إلى تلاعب منظمة مراسلون بلا حدود بالمعطيات، مضيفا: “97 صحفيا قتلوا في العالم في 2023 منهم 68 قضوا شهرين في غزة حسب (الاتحاد الدولي للصحفيين).”
وزاد في التغريدة ذاتها: “الصراع في غزة أكثر دموية للصحفيين منذ 30 عاما حسب نيويوركر”.
وأعاد ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي نشر مقتطف من تقرير الاتحاد الدولي للصحفيين، نشر بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان جاء فيه: “94 صحفيا، من بينهم 9 نساء، قتلوا هذا العام، 72% منهم في حرب غزة، إن الحاجة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة أمر ملح (..) نحن بحاجة إلى معيار عالمي جديد لحماية الصحفيين”.
وفي وقت سابق، كشف المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، عن ارتفاع عدد الصحفيين القتلى جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 73، منذ 7 أكتوبر الماضي، مشيرا إلى أن صحفيا واحدا على الأقل قتل على أيدي القوات الإسرائيلية كل يوم في فلسطين ولبنان منذ بداية الحرب.