الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

الراحل وحيد حامد.. "محارب الظلام" الذي كشفت أعماله حقيقة الجماعات الإرهابية المتشددة.. كتاباته فتحت أبواب الإنطلاق والشهرة لكبار النجوم.. أخر كلماته: "جيلنا عاش زمن جميل وشوفنا حياة حرة بها ثقافة"

السبت 02/يناير/2021 - 12:31 م
مصر تايمز

السيناريست والكاتب الكبير وحيد حامد الذي رحل عن عالمنا صباح، اليوم السبت، أحد اهم كتاب السيناريو فى العالم العربي وله بصمة واضحة في الدراما المصرية، ووصف بأنه صاحب مشروع تنويري كشف من خلاله حقيقة الجماعات الراديكالية المتشددة خاصة جماعة الاخوان "الارهابية"، وأظهر وجهها القبيح وكل أكاذيبها ومخططاتها التخريبية لصالح أعداء الوطن، ولخدمة التنظيم الدولى وأطماعة، كما جسد الراحل المبدع من خلال اعماله أحلام المواطن البسيط وطموحاته منذ بداياته في كتابة الأعمال الدرامية في أواخر الستينات وكانت سيناريوهاته بمثابة أبواب الانطلاق والشهرة لكبار النجوم المصريين أمثال "أحمد زكي وعادل إمام ومحمود عبد العزيز ونور الشريف" حين قدمهم فى روائع السينما المصرية .

 

الكاتب الكبير والسيناريست وحيد حامد، صاحب عشرات الأفلام التي مازالت محفورة فى أذهان الجميع، بل أنه يمكن اعتبارها أيقونات تتجسد من خلال الاعمال السينمائية عبر مشاهد يستدعيها المواطن المصري حينما يحن لأيام الفن الجميل وعمالقة النجوم التي لا تنسي بصماتها الفنية، ومن بينها "طائر الليل الحزين، الغول، البرىء، الراقصة والسياسي، الإرهاب والكباب، الهلفوت، اللعب مع الكبار، طيور الظلام، والنوم فى العسل، وعمارة
يعقوبيان" الذي يحكي التطورات التي طرأت على فكر وسلوك المصريين في مرحلة ما بعد الانفتاح الاقتصادى .

 

ثم اعماله الدرامية وعلى رأسها مسلسل "الجماعة"، والذي تم عرض الجزء الأول منه عام 2010، والجزء الثاني عام 2017، حيث أثار "الجماعة" جدل كبير قبل أن يبدأ عرضه، حيث يتناول المسلسل تاريخ نشأة جماعة الإخوان الإرهابية ومؤسسها حسن البنا، ولطالما ظلت تلك الجماعة الإرهابية بعيدة عن التناول الدرامي، إلى جانب شهرة وحيد حامد بأعماله السابقة التي تنتقد جماعات الإسلام السياسية، والتي من بينها فيلم "دم الغزال"، الذى يتناول في إطار درامي ظاهرة الفقر وما يترتب عليها، حيث يتورط شاب فقير مع الجماعات الإرهابية، وفيلم "الإرهاب والكباب"، و"طيور الظلام".

 

واستغرق الجزء الثاني من مسلسل "الجماعة" سنوات من حياة الراحل وحيد حامد لكتابته، ولأرتباط السيناريو بالعديد من الأحداث التاريخية، لجاء وحيد حامد لعدة مراجع أثناء كتابته، وشارك في بطولة المسلسل عدد من الفنانين من بينهم إياد نصار، وصابرين، أحمد عزمي، ومحمد فهيم، وعبد العزيز مخيون، ومحمد الشرنوبي.

 

وكان وحيد حامد قد انتهى من ثلثي مسلسل "الجماعة 3"، حيث قرر صناعه خروجه من المنافسة فى السباق الرمضاني، إلى جانب أنه عقدت مؤخرا جلسات عمل مع مخرج المسلسل محمد ياسين، وذلك للوقوف على الخطوط العريضة للسيناريو، ليهدد المسلسل الأن مصير مجهول بعد رحيل وحيد حامد، حيث يتناول الجزء الثالث من "الجماعة" فترة السبعينات وتفاصيل ظهور الجماعات المتشدده في تلك الفترة، إلى جانب الجرائم التي ارتكبت حينها في حق المصريين.

 

وفي سياق متصل، كان لوحيد حامد عدة تصريحات ضد جماعة الإخوان الإرهابية، ومنها أخر تصريح له قبل دخوله للمستشفى في برنامج "آخر النهار"، المُذاع على شاشة قناة "النهار" مع الإعلامى محمد الباز، حول فكر جماعة الإخوان الإرهابية، قائلا: "أنصح المصريين بأن يأخذوا الدين من مصادره الحقيقية، وألا يستمعوا لكلام المصاطب"، كما تمنى نهاية حقيقية لتلك الجماعة، مشيرا إلى أنه يرى أن الإخوان هم مصدر التخلف.

 

وكان آخر ظهور للكاتب وحيد حامد خلال تكريمه الشهر الماضى بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الـ 42، حيث ظهر فى حفل الافتتاح، فيما سرد الكاتب الراحل فى احد لقاءاته التلفزيونية لقطات من محطات جياته والذي تحدث خلاله عن بداياته وهو صغير السن عندما تعرض للنقد من أحد النقاد قال له "ملكش دعوة بالكتابة وإيه الفشل ده، لكنه طالما شعر بسعادة من ردة فعل اناس غرباء بعيدا عن مجاله بأن اعماله أثرت فيهم ومنها أسماء لم يتوقع التحدث معه كالدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، اضافة الى ناس بسطاء فى الشارع المصري .

 

وأضاف أن أول مقال له كانت في مجلة صباح الخير ثم صحيفة روزا اليوسيف ثم كتب في صحيفة الشروق والوفد وكانت يعتبرها منافذ للرأيي يكتب فيها بكل حرية، مشيرا الى انه رغم تعبه جسمانيا الا أن العقل لا يتعب وخصوصا إذا كان عقل شايل هم بلد .. وقال "أنا الحاجات اللي تستحق الندم في حياتي براجع نفسي بقول الحمد لله أنها مكنتش حاجات كبيرة زي في أعمال عملتها ومكنتش راضي عنها وربما أساءت لناس دون قصد، والنفس البشرية أحيانا يكون فيها شيء من الظلم يمكن أكون ظلمت حد، أنا أحسن واحد يعتذر لما أعرف أني غلط بقول على طول".

 

وكشف عن أن فيلم "الإرهاب والكباب" بطولة الزعيم عادل إمام والفنانة يسرا، تم تسميته عن طريق أحد عمال الإضاءة بعد أن كانت هناك حيرة شديدة على تسمية الفيلم، مشيرا الى انه كان يتعمد اضافة بعض المشاهد الجنسية قبل المشاهد اللي هتحذفها الرقابة بسبب توابعها السياسية، عشان المشاهد السياسية تمر وكانت بتمر بعض الأحيان واكتشفوها في إحدى المرات، وقال "كنت عارف قانون الرقابة كويس وكنت بخش مذاكر والصدام الأكبر مع النقابة كان في فيلم الغول وقالوا ده فيلم هيعمل ثورة في البلد وكان صدام كبير جدا وبعده فيلم البرئ ثم فيلم الراقصة والسياسي وفيلم لف الأجهزة الأمنية كلها اسمه كشف المستور".

 

وأضاف الكاتب الراحل وحيد حامد "لم أفكر في ترك الصحافة والسينما عندي هي الأساس وبذلت جهدا كبيرًا فيها وحاولت تطوير نفسي فقد سعيت إلى كل ما هو جديد وحصلت على المعرفة السينمائية من زملاء وأحباء وكنت أجري خلف السينما، فقد كانت معشوقتي، لكن بدأت أكتب في الصحافة عندما وجدت مشاكل لا يمكن الانتظار في حلها، فالفيلم يستغرق 6 شهور على الأقل لكي يرى النور، أما الصحافة فيمكن أن تظهر مقالاتها في نفس اليوم".

 

وأختتم الكاتب وحيد حامد لقاءه بالقول "أنا ابن الشارع، ووالدي فلاح بسيط، وأعيش وسط الناس واحتك جيدا بالناس، وأعرفهم جيدا، وبشتري احتياجاتي بنفسه ومنزعج من الزيادة السكانية هي طحنت الناس وخنقتهم، وجيلنا عاش زمن جميل، وشوفنا حياة حرة بها ثقافة مفتوحة ومتعددة، دون تعصب أو ادعاء ديني كاذب، وكانت حياة مدنية صادقة " .. رحم الله الكاتب الكبير والمبدع وحيد حامد .