الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

فوز تلميذة مصرية محجبة بجائزة "القراءة في ألمانيا".. وانتقادات عنصرية ضدها

الجمعة 08/مارس/2024 - 05:02 م
تلميذة محجبة في مدرسة
تلميذة محجبة في مدرسة ألمانية

فازت دانا بكر بمسابقة للقراءة بمدينة بون الألمانية، بحسب ما نقلت صحيفة "بونر جنرال - أنتسايغر" المحلية. وقد تمكنت التلميذة البالغة من العمر 11 ربيعاً من مدرسة "تاننبوش" الثانوية بالفوز على طلبة من 21 مدرسة أخرى في بون. أثارت التلميذة إعجاب الجمهور ولجنة التحكيم بالنص الذي قرأته من كتاب ألماني بعنوان "Unten" للكاتبة Maja Ilisch.

 

وقد كان على الأطفال المشاركين القراءة بصوت عال لمدة ثلاث دقائق. وسمحت لجنة التحكيم للفتيات والفتيان باختيار مقطع من أحد الكتب للقراءة. ولكن قبل البدء بالقراءة، عليهم إخبار لجنة التحكيم عن موضوع الكتاب والمقطع الذي وقع عليه اختيارهم. وعن حبها للقراءة عبرت الفائزة بمسابقة المدينة للقراءة، بحماس قائلة: "تتيح القراءة للمرء تقمص أدوار أخرى"، بحسب الصحيفة الألمانية.

 

"نموذج ناجح للاندماج"

تنحدر التلميذة الفائزة بمسابقة مدينة بون الألمانية للقراءة، دانا بكر، من عائلة ذات أصول مهاجرة. والدها عصام بكر ووالدتها إنجي حرير ولدا في مصر ودرسا في ألمانيا ويعملان بها منذ فترة طويلة. يحلم الأبناء بتحقيق مستقبل أفضل في ألمانيا. ترغب إحدى البنات أن تصبح طبيبة، والأخرى مترجمة في الأمم المتحدة أو ببرلمان الاتحاد الأوروبي، فيما يريد الطفل الصغير محمد ذو العشرة أعوام أن يصبح مهندس سيارات في المستقبل ويحلم بتصميم سيارة رياضية خاصة به.

 

تقدم أسرة بكر مثالاً نموذجياً للاندماج الناجح بالمجتمع الألماني. غير أن الأسرة تواجه حالياً موجة من الإنتقادات  ذات الطابع العنصري. التلميذة التي تجيد القراءة، ترتدي الحجاب، ما عرضها وأسرتها إلى تعليقات عنصرية على شبكات التواصل الاجتماعي. أغلب هذه التعليقات جاءت على حساب صحيفة "جنرال -أنتسايغر" المحلية بمدينة بون الألمانية على موقع "فيسبوك"، حيث نشر مقال عن فوز الطالبة بجائزة المدينة للقراءة. 

 

"النجاح ليس حكراً على دين معين"

وفي هذا الصدد كتب معلق يدعى يوهانس دي فريس على صفحة الصحيفة الألمانية على "فيسبوك" مهنئاً الطالبة دانا بكر وينصحها بعدم الاكتراث بالتعليقات السلبية على وسائل التواصل الإجتماعي : "تهانينا يا دانا! ويظل التعليم هو مفتاح التقدم في المجتمع. بفضل فوزها، أصبحت دانا نموذجاً يحتذى به للكثيرين، لأن النجاح في الحياة في ألمانيا، للأسف، يعتمد كثيراً على منشأ الوالدين.

 

ولهذا السبب فإن التعليقات العنصرية ليست في محلها ولا يجب الالتفاف لها، لأن العمل الجاد والطموح ليس حكراً على جنسية معينة أو دين معين (...) أتمنى لدانا الكثير من النجاح في عملها المستقبلي".

 

وفي نفس الاتجاه وصف مستخدم آخر يدعى، مالك عثمان، أن ما حدث مع دانا ما كان أن يحدث لو كان الفائز من أصل ألماني: "أعتقد أن المشكلة هي الأصل والعنصرية، فلو فاز طفل ألماني لما دار مثل هذا النقاش، ألف مبروك مرة أخرى على نجاحك".

 

في المقابل طالت تعليقات عديدة حجاب الفتاة، كما كتبت مستخدمة تدعى كارلا غيكلفراو: "أعارض بشدة ادعاء الأم بأن ابنتها البالغة من العمر 11 ربيعاً ترتدي الحجاب  بمحض إرادتها. فتاة تبلغ من العمر 11 ربيعاً تفعل ذلك لأنها أخواتها يفعلن ذلك وأمها وأبيها يريدانها أن تفعل ذلك أيضاً".

 

من جانبها علقت كاتبة ألمانية تدعى، بيتينا كول، في مقال لها نشر على صحيفة "جنرال -أنتسايغر" المحلية بمدينة بون الألمانية انتقدت فيه حملة الكراهية والعنصرية التي تعرضت لها التلميذة ذات الأصول المهاجرة وكتبت: "الكراهية ضد الفتاة أمر مخز". وتابعت قائلة: "كان الأجدر أن يقابل فوز تلميذة مسلمة بجائزة المدينة في مسابقة القراءة في بون بالفرح كدليل على الاندماج الناجح، لكن بدلاً من ذلك انتشرت الكثير من الانتقادات على الإنترنيت. وتعتقد الكاتبة أن "الأمر لا ينبغي أن ىبقى على هذا النحو".