رئيس الوزراء القطري: خلافات جوهرية في المفاوضات بين حماس وإسرائيل
أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ، اليوم الثلاثاء ، أن مفاوضات صفقة التبادل في حالة جمود الآن، مشددا على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ووضع حد للفظائع التي ترتكب بحق الفلسطينيين.
وقال آل ثاني ، خلال جلسة حول الصراع في منطقة الشرق الأوسط بمنتدى الدوحة لإقتصادي بالدوحة : إن "المفاوضات بين حركة حماس وإسرائيل كانت طويلة وخاصة خلال الأسابيع الماضية التي شهدت بعض الزخم ولكن الأمور لم تتجه نحو الاتجاه المنشود".
وأضاف أن هناك خلافات جوهرية " فهناك جانب يريد إنهاء الحرب ثم بعد ذلك الحديث عن الرهائن ، وهناك جانب يريد إطلاق سراح الرهائن ومواصلة الحرب " ، موضحا " طالما ليس هناك نقطة تفاهم بينهما فلن نصل إلى نتيجة ".
ومضى قائلا :"ماحصل في غزة يحتم علينا أن نقول كفى و علينا أن ننظر إلى المستقبل" ، موضحا أن " الكارثة في غزة إذا مانظرنا اليها تقول التقارير إنها تتطلب الى مابين 40 – 50 مليار دولار بحلول عام 2040 " .
وأضاف أن "حجم الدمار الحقيقي لم نره بعد ومانراه هو ماتبينه الصور وربما يشكل نسبة 10 إلى 20 % فقط من حجم الدمار الكلي بالإضافة إلى ذلك هناك مخاطر من تمدد الحرب والعنف إلى مناطق أخرى بالمنطقة، فقد رأينا الإضطرابات المتزايدة في البحر الأحمر وجنوب لبنان وهذه المخاطر سوف تزداد مع استمرار الحرب" .
وشدد على أهمية الوصول إلى اتفاق ووقف إطلاق النار ووضع حد لهذه الفظائع والتفاوض بشأن إطلاق سراح الرهائن.
وأشار إلى أنه إذا تم تحقيق ذلك يمكن أن نصل إلى اتفاق في غضون أيام ، ولكن ربما هناك غياب للوضوح حول كيفية وقف الحرب من الجانب الإسرائيلي ، ولا اعتقد أنهم ينظرون لهذا الخيار" .
وأكد أنهم سيواصلون العمل والضغط ولكن الأمر في النهاية بيد الأطراف ومدى مساعدتها على إنهاء الحرب ، مضيفا :" لن نتوقف فقد واجهنا بعض التحديات في الأسابيع الماضية ، وأجرينا إعادة تقويم للسلوك ولم نكن نريد أن يتم استغلالنا كوسيط ، وأردنا التوضيح للجميع أن دورنا يقتصر على الوساطة وهذا ماسنفعله ونواصل عليه ، واعتقد أننا حققنا تقدما كبيرا خلال الأسبوعين الماضيين" .
وحول ما إذا كانت قطر تقدمت إلى قادة حماس بطلب للمغادرة قال رئيس الوزراء القطري : "هناك أقاويل كثيرة حول الأمر ولكن إذا نظرنا إلى هذا الموضوع علينا أن نفهم الخلفية عندما بدأ وجود حماس في الدوحة في عام 2012 كان ذلك لسبب ولغاية أن يكون لديهم مكتب سياسي لهم لخلق قناة تواصل بينهم والإسرائيليين والأمريكيين" .
وتابع :"تبين أن هذه القناة كانت فعالة ، وإذا نظرتم إلى مختلف الصراعات منذ 2014 حتى اليوم فهذا المكتب اضطلع بدور رئيسي بما في ذلك عمليات الإفراج عن الرهائن والتي نسيها عدد كبير من السياسيين فقد تم الإفراج عن 109 من الرهائن بفضل الوساطة القطرية في المفاوضات وهذه عملية الإفراج الوحيدة خلال الحرب لم تكن نتيجة الضغط أو العمل العسكري ".
وأعرب عن اعتقاده أنه "طالما استمرت الحرب فهناك حاجة للتواصل ولامجال للتكهن" ، مشددا على ضرورة أن "تكون هناك إمكانية نفاذ لكل الأطراف لحل الصراع ، ومبادئنا وسياساتنا المتعلقة بالفلسطينيين ودعمهم لم تتغير وسياستنا المتعلقة بتطبيق حل الدولتين لم تتغير" .
وأكد أن "جوهر وصميم سياستنا الخارجية أن نعمل على الوساطة وحل وتسوية النزاعات بين الأطراف ، وهناك دول وأفراد لايرحبون بذلك ولانريدهم أن يفهموه" .
وحول إعادة الإعمار، قال آل ثاني إن الوقت لايزال مبكرا للحديث عن ذلك . ولايتطرق أحد بعد لليوم التالي للحرب ، مضيفا :" نؤمن بحكومة فلسطينية واحدة مسؤولة عن الضفة الغربية وقطاع غزة ،وهذه الحكومة يجب أن يتم تشكيلها بالتوافق بين الفلسطينيين لتقود العملية الانتقالية في البلاد".
وتساءل :"هل ستسمح بذلك إسرائيل؟ لقد اطلعنا على تصريحات حكومية إسرائيلية رافضة لوجود السلطة الفلسطينية " قائلا :"إذا أنهينا الحرب بدمار كامل للبلد ودون رؤية لدور للسلطة الفلسطينية سيكون ذلك صعبا ليس فقط لقطر بل للعالم أجمع أن يستثمر في المجهول".
وأكد العمل مع "شركائنا العرب في اللجنة السداسية والولايات المتحدة الأمريكية للتفكير في أفضل طريقة للانتقال وصولا لليوم التالي للحرب بحيث لايؤثر ذلك في الفلسطينيين والقضية الفلسطينية ولايقوض السلطة الفلسطينية" .
وافتتح منتدى الدوحة لإقتصادي اليوم تحت شعار "عالم متغير .. اجتياز المجهول" .