روسيا تلجأ لحيلة خفية لتأمين المزيد من الأسلحة في حربها على أوكرانيا
تسعى روسيا، في ظل احتدام الحرب في أوكرانيا، إلى اتباع استراتيجية جديدة لتعزيز ترسانتها العسكرية. حيث تعمل موسكو على استغلال حيل خفية وطرق غير تقليدية لتأمين المزيد من الأسلحة والعتاد لدعم قواتها في الصراع المستمر، مما يثير تساؤلات حول مدى تأثير هذه التكتيكات على مسار الحرب.
ويقول الصحفي ستافروس أتلاماز أوغلو، المتخصص في الشأن الدفاعي، في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية ، إن الغزو المستمر الذي تشنه القوات الروسية على أوكرانيا تحول إلى صراع طويل الأمد، حيث تواجه روسيا صعوبة في تعويض أنظمة أسلحتها الثقيلة رغم الخسائر الكبيرة. ومع استمرار الحرب، تعتمد روسيا بشكل متزايد على حلفائها مثل إيران وكوريا الشمالية للحصول على دعم عسكري، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والمركبات المدرعة.
وفي الوقت نفسه، تواصل الولايات المتحدة تزويد أوكرانيا بمساعدات عسكرية كبيرة لمواجهة هذه التطورات، حيث تعهدت بأكثر من 55 مليار دولار كمساعدات أمنية.
وتسلط التحالفات العسكرية المتعمقة بين روسيا وإيران وكوريا الشمالية الضوء على التداعيات العالمية للصراع.
وفي أوكرانيا، تواجه القوات الروسية أكبر تحد لها منذ الفشل في احتلال أفغانستان في الثمانينيات.
وتقترب "العملية العسكرية الخاصة" التي كان من المفترض أن تستمر من ثلاثة أيام إلى أسبوعين، الآن بسرعة من 900 يوم من القتال الشديد.
وخلال هذه الفترة، فقدت القوات الروسية ما يقرب من 600 ألف قتيل وجريح أو أسير، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من أنظمة الأسلحة الثقيلة.
ويقول أتلاماز أوغلو إنه رغم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومستشاريه في الكرملين تمكنوا من تلبية الطلبات الكبيرة على القوى البشرية في الجيش الروسي، فهم يواجهون صعوبة أكبر في توفير الأنظمة العسكرية الثقيلة. ومن الأسهل إرسال المرتزقة والمجرمين والفقراء الروس ليلقوا حتفهم بدلا من إنتاج أنظمة الأسلحة المتقدمة الضرورية لمواجهة خصم مزود بأسلحة وذخائر من الولايات المتحدة وحلف الناتو.
لذلك، يتجه بوتين والكرملين بشكل متزايد إلى حلفاء غير تقليديين لتلبية متطلبات المعدات الحربية.
ووفقا لأجهزة الاستخبارات الأوروبية، تستعد روسيا لإدخال صواريخ باليستية إيرانية إلى ترسانتها. ويبدو أن أفرادا روس موجودون حاليا في إيران يتلقون تدريبا على استخدام سلاح الصواريخ الباليستية قصيرة المدى الموجهة بالأقمار الاصطنايعة "فاتح-360". وتتوقع موسكو الحصول على مئات من هذه الصواريخ بعيدة المدى لمهاجمة أوكرانيا.
ويقول أتلاماز أوغلو إنه على مدى سنوات، تعاونت موسكو مع طهران بالنسبة لبرامج تبادل عسكري. وقد أثبتت الهجمات الإيرانية بطائرات "شاهد" المسيرة فتكها بشكل خاص ضد المراكز الحضرية الأوكرانية والبنية التحتية الحيوية، حيث استخدم الجيش الروسي آلافا من هذه المسيرات.
كما أن كوريا الشمالية هي بلد آخر يقدم مساعدات عسكرية لروسيا، بما في ذلك قذائف المدفعية والمركبات المدرعة.
وقالت نائبة المتحدث باسم البنتاجون، سابرينا سينج، خلال مؤتمر صحفي مؤخرا: "لذلك، أعتقد أن ما نشهده هو تعميق الشراكة والتعاون بين جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية وروسيا. وقد كنا واضحين جدا بشأن مخاوفنا من هذا التحالف المتعمق، بالإضافة إلى إيران، التي تزود روسيا بالذخيرة والقدرات بينما تواصل شن حرب غير قانونية وغير شرعية ضد جارتها ذات السيادة".
وأضافت: "فيما يتعلق بالمركبة المدرعة التي تشيرون إليها، بصراحة لم أطلع على هذا التقرير، ولكننا نعلم أن كوريا الشمالية تقدم مساعدات عسكرية لروسيا. ما يمكنني قوله هو أننا نركز على ضمان حصول أوكرانيا على ما تحتاجه لتكون ناجحة في ساحة المعركة".
وتشير تقارير ميدانية إلى أن القوات الروسية تستخدم مركبات مدرعة مضادة للدبابات من طراز "بولساي" التي قدمتها كوريا الشمالية. ولمواجهة مثل هذه المساعدات من إيران وكوريا الشمالية وربما الصين، قدمت الولايات المتحدة مليارات الدولارات في شكل مساعدات عسكرية لأوكرانيا. وحتى الآن، التزمت الولايات المتحدة بأكثر من 55 مليار دولار في ثلاثة وستين حزمة من المساعدات الأمنية.
وقالت سينج: "لقد رأيتمونا نطرح حزما بموجب سلطة السحب الرئاسية بشكل متسق تقريبا. سنستمر في القيام بذلك. وبالطبع، فإن أوكرانيا تحظى بدعم مجموعة الاتصال الخاصة بالدفاع عن أوكرانيا التي يعقدها الوزير تقريبا كل شهر. وأعتقد أن هذا هو إظهار قوي للدعم من الولايات المتحدة والدول ذات التفكير المماثل في جميع أنحاء العالم لأوكرانيا."