شبح تحت الأرض.. وحدة إسرائيلية خاصة لملاحقة السنوار بمساعدة تقنيات أمريكية
تسعى إسرائيل جاهدة للقبض على قائد حركة حماس المتواري عن الأنظار يحيى السنوار، وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، في هذا الصدد، عن إنشاء وحدة خاصة داخل جهاز الشاباك الإسرائيلي مهمتها الوحيدة تعقب العقل المدبر لهجوم "طوفان الأقصى".
مطاردة "شبح غزة"
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، أنشأت إسرائيل وحدة خاصة داخل مقر جهاز الشاباك "جهاز الأمن العام الإسرائيلي" مهمتها الوحيدة هي العثور على يحيى السنوار، ووفقًا للتقرير، فإن هذه الوحدة الخاصة تضم نخبة من ضباط الاستخبارات والمحللين الإسرائيليين، الذين يعملون على مدار الساعة لجمع وتحليل كل المعلومات المتعلقة بتحركات السنوار وأماكن وجوده المحتملة.
وتستخدم الوحدة مجموعة واسعة من التقنيات المتطورة، بما في ذلك أنظمة المراقبة عالية الدقة وبرامج تحليل البيانات الضخمة، في محاولة لتتبع أي إشارة قد تقود إلى مكان اختباء السنوار.
وأشار التقرير إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار جهود مكثفة تبذلها إسرائيل والولايات المتحدة للقبض على قائد حماس الذي يعتبر العقل المدبر لعملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر الماضي.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن السنوار نجح حتى الآن في تجنب شبكة استخباراتية معقدة، متخليًا عن استخدام وسائل الاتصال الإلكترونية منذ فترة طويلة، ويعتقد المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون أنه يتواصل مع الحركة التي يقودها من خلال شبكة من المراسلين البشريين، في أسلوب يشبه ما استخدمه قادة حماس في الماضي.
فرار السنوار من أحد الأنفاق في 31 يناير الماضي
وفي هذا السياق، كشفت الصحيفة الأمريكية عن حجم الدعم الأمريكي لإسرائيل في مهمة تعقب السنوار، إذ أشارت إلى تقديم الولايات المتحدة رادارات قادرة على اختراق الأرض لمساعدة إسرائيل في البحث عن السنوار وقادة حماس الآخرين، وتهدف هذه التقنية المتطورة إلى رسم خرائط لمئات الأميال من الأنفاق التي يعتقد أنها تمتد تحت غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن وكالات التجسس الأمريكية كُلفت باعتراض اتصالات السنوار، كما أنشأت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي أي أيه) فرقة عمل خاصة، وأرسلت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" قوات عمليات خاصة إلى إسرائيل لتقديم المشورة للجيش الإسرائيلي.
وأكد جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، عمق هذا التعاون قائلًا: "لقد كرسنا جهودًا وموارد كبيرة للإسرائيليين في مطاردة القيادة العليا، وخاصة السنوار، لدينا أشخاص في إسرائيل يجلسون في الغرفة مع الإسرائيليين ويعملون على هذه المجموعة من المشكلات، ومن الواضح أن لدينا الكثير من الخبرة في مطاردة الأهداف عالية القيمة".
شبح تحت الأرض
رغم الجهود المكثفة، لا يزال السنوار يمثل تحديًا كبيرًا للقوات الإسرائيلية والاستخبارات الأمريكية، فوفقًا لـ"نيويورك تايمز"، يعتقد المسؤولون الإسرائيليون والأمريكيون أن السنوار كان يعيش في شبكة من الأنفاق تحت مدينة غزة خلال الأسابيع الأولى من الحرب، قبل أن ينتقل جنوبًا إلى مدينة خان يونس، مسقط رأسه.
وذكر التقرير أن القوات الإسرائيلية داهمت مجمع أنفاق معقد في جنوب قطاع غزة في 31 يناير بناءً على معلومات استخباراتية تفيد بأن السنوار كان يختبئ هناك، إلا أنه تبين مغادرته الملجأ تحت مدينة خان يونس قبل أيام فقط من المداهمة، تاركًا وراءه وثائق وأكوامًا من الشواكل الإسرائيلية تبلغ قيمتها نحو مليون دولار.
وكشف التقرير عن بعض التفاصيل حول حياة السنوار تحت الأرض، فخلال الأسابيع الأولى من الحرب، كان لا يزال يستخدم الهواتف الخلوية والأقمار الصناعية، وهو ما أتاحته شبكات تقوية الإرسال في الأنفاق، كما أشار التقرير إلى أن السنوار كان يتابع بنهم وسائل الإعلام الإسرائيلية، وكان مصرًا على مشاهدة نشرة الأخبار الإسرائيلية الساعة الثامنة مساءً.