شاحنة مرسيدس الكهربائية الجديدة تعزز التحول نحو النقل الثقيل الخالي من الانبعاثات
يتوقع الخبراء تفوق الشاحنات الكهربائية على شاحنات الديزل التقليدية من حيث المبيعات بحلول 2030، مع زيادة كثافة الطاقة في بطاريات الشاحنات الكهربائية بما يسمح لها بقطع مسافات أطول قبل الحاجة إلى إعادة شحن البطارية.
وفي عام 2019 بدأت مرسيدس بيع شاحنتها الكهربائية فرايتلاينر في الولايات المتحدة. وبعد بخمس سنوات كشفت الشركة خلال معرض دولي بالقرب من مدينة هامبورج النقاب عن الشاحنة الكهربائية مرسيدس بنز إي أكتروس 600 المنتظر طرحها للبيع في أوروبا والعالم.
وكما هو الحال مع السيارات الكهربائية، لا تزال الشاحنات الكهربائية في طور التطور، ومازالت أسعارها أعلى كثيرا من الشاحنات التقليدية حيث يبلغ سعر الشاحنة الكهربائية نحو 5ر2 مرة سعر نظيرتها التي تعمل بالديزل.
وقال كارين ردستورم، رئيس شركة مرسيدس بنز تراكس للشاحنات، إن الشاحنة "أكتورس 600 تمثل نقطة تحول في طريق الشحن البري نحو الحياد الكربوني، بصورة لم تحدث مع أي شاحنة أخرى تحمل النجمة الثلاثية لشركة مرسيدس... إنها تتسم بالتكنولوجيا المبتكرة التي توفر لعملائنا كفاءة عالية في استهلاك الطاقة، وبالتالي تزيد ربحيتهم. كما أنها تزيد جاذبية التحول نحو الشاحنات الكهربائية بالنسبة لشركات النقل".
ومع احتياج قطاع النقل إلى شاحنات تصل حمولتها إلى 40 طن أو أكثر، يجب على مصنعي الشاحنات الكهربائية التفكير في أبعاد لا يملك سائقو السيارات إلا التعجب منها. وتحتوي الشاحنة إي أكتروس على محركين كهربائيين يرتبطان بالمحور الخلفي عبر صندوق تروس ذي 4 سرعات. وتصل قوة المحركين معا إلى 600 كيلووات/816 حصان، مع التركيز على شدة العزم بدلا من السرعة.
وبالنسبة لأي سيارة، فإن بطارية بطاقة 100 كيلووات تعتبر كبيرة، لكن هذه الشاحنة تحتوي على 3 بطاريات، كل منها 207 كيلووات، كي تستطيع قطع مسافة تصل إلى 500 كيلومتر قبل الحاجة إلى إعادة الشحن. وتصل حمولة الشاحنة إي أكتروس مع مقطورة قياسية إلى حوالي 22 طن.
ورغم أن هذه الحمولة تعتبر مدهشة من الناحية النظرية، فإنها ليست كافية لتلبية الطلب على خدمات النقل بالشاحنات، ناهيك عن الحاجة إلى تشغيل الشاحنات على مدار الساعة لتحقيق أرباح لشركات النقل.
ويعني هذا أن الوقت الطويل نسبيا لإعادة شحن البطاريات يمثل عيبا رئيسيا بالنسبة للشاحنات الكهربائية في الوقت الحالي. ومع ذلك فإن مرسيدس تقول إن طول حوالي 60% من رحلات الشاحنات طويلة المدى في أوروبا أقصر من مدى الشاحنة إي أكتورس البالغ 500 كيلومتر.