أول تحرك لـ"بايدن" بشأن استحواذ شركة نيبون اليابانية على يو إس ستيل
يستعد الرئيس الأمريكي جو بايدن لعرقلة استحواذ شركة نيبون ستيل اليابانية على شركة صناعة الصلب الأمريكية "يو إس ستيل كورب" مقابل 14.1 مليار دولار، وفقا لمصادر مطلعة.
ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لأنه لم يتم الإعلان عن هذه الخطوة، قولها إن الصفقة المقترحة ببيع شركة صناعة الصلب الأمريكية "يو إس ستيل كورب"، قيد المراجعة لدى لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة، ويعتزم بايدن أن يوقفها بمجرد أن يصل قرار اللجنة إلى مكتبه.
وأشارت المصادر إلى أن القرار قد يصدر خلال الأسبوع الجاري.
شركة صناعة الصلب الأمريكية
يذكر أن شركة صناعة الصلب الأمريكية يو.إس ستيل كورب، حذرت النقابات العمالية والساسة في الولايات المتحدة من تداعيات عرقلة صفقة بيعها إلى شركة نيبون ستيل كورب اليابانية لصناعة الصلب، مشيرة إلى أن عدم اتمام الصفقة سيؤدي إلى شطب آلاف الوظائف لديها.
ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن بيان شركة صناعة الصلب الأمريكية أنه بدون دعم من شركة الصلب اليابانية العملاقة، ستضطر يو.إس ستيل كورب إلى التخلي عن أفران الصهر القديمة مما يعرض آلاف الوظائف للخطر ويقوض القدرة التنافسية لصناعة الصلب الأمريكية.
وفي مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أكد الرئيس التنفيذي لشركة صناعة الصلب الأمريكية ديفيد بوريت هذه التحذيرات.
يذكر أن صفقة الاستحواذ اليابانية تواجه معارضة قوية من جانب كل من الجمهوريين والديمقراطيين ونقابة يونايتد ستيل ووركرز لعمال صناعة الصلب في الولايات المتحدة.
وارتفع سعر سهم الشركة في تعاملات بورصة نيويورك اليوم بنسبة 3.9% وهو أكبر ارتفاع يومي منذ 21 أغسطس الماضي.
من ناحيتها قالت نيبون ستيل أمس إنها في حال الاستحواذ على يو.إس ستيل ستعين أغلب أعضاء مجلس الإدارة من الأمريكيين، كما أن أغلب الوظائف العليا فيها ستكون للأمريكيين أيضا.
وفي وقت سابق الأسبوع الحالي، أكدت نائبة الرئيس الأمريكي ومرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية كامالا هاريس ضرورة استمرار ملكية وإدارة شركة يو.إس ستيل كورب، وهو أول تصريح من جانب هاريس بشأن الصفقة المقترحة، ويتفق مع موقف الرئيس جو بايدن الذي يرفضها دون أن يصل إلى حد منعها من خلال مراجعتها وفقا لدواعي الأمن القومي الأمريكي.
كما دعا الرئيس الأمريكي السابق ومرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات دونالد ترامب إلى رفض الصفقة.
يذكر أن نيبون ستيل وهي أكبر مجموعة يابانية للصلب أعلنت في ديسمبر الماضي اعتزامها الاستحواذ على منافستها "يو إس ستيل" الأمريكية.
وأعلنت الشركتان في ذلك الوقت أن نيبون ستيل سوف تدفع 55 دولار للسهم نقدا. ويبلغ إجمالي التقييم، باحتساب الديون المفترضة، 14.9 مليار دولار (13.7 مليار يورو).
وتقول نيبون ستيل إنها تتوقع أن عملية الشراء سوف تسرع النمو. وتدعم مجالس إدارة الشركتين الصفقة.
وفي مايو الماضي أعلنت نيبون ستيل إرجاء الترتيبات الخاصة بصفقة الاستحواذ الكامل على شركة يو إس ستيل كوربوريشن الأمريكية لمدة ثلاثة أشهر، حتى ديسمبر المقبل ، نظرا لأن الصفقة صارت قضية ساخنة في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر المقبل.
وقالت نيبون ستيل إن قرارها الأخير جاء بعد الوضع في الاعتبار التوقيت المحتمل لموافقة الجهات التنظيمية الأمريكية، ونفت أن يكون الموقف السياسي هو الدافع وراء قرارها.
وقالت الشركتان إن صفقة الاستحواذ من شأنها أن تساعد يو إس ستيل على إنتاج صلب أكثر تطورا واستدامة من الناحية البيئية للعملاء الأمريكيين، إضافة إلى "تعزيز صلابة الصناعة الأمريكية في مواجهة التهديدات من جانب الصين".
يشار إلى أن أسهم "يو إس ستيل" انخفضت بنسبة 24 % لدى تداولها في نيويورك.
وأثارت الصفقة المقترحة رد فعل عنيفا في عام الانتخابات في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة، التي يقع بها مقر شركة "يو إس ستيل".
ولم ترسل لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة توصيتها بعد إلى الرئيس بايدن ، حسبما أفاد مسؤول بالبيت الأبيض.