الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

تقرير يكشف عن تراجع إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن حرب غزة.. وإسرئيل تستعد للتصعيد

السبت 07/سبتمبر/2024 - 10:05 ص
قطاع غزة
قطاع غزة

وسط أجواء مشحونة تتباعد فيها مواقف الأطراف ذات الصلة، تتلاشى الآمال يوما بعد يوم في التوصل إلى اتفاق يضمن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتحرير الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس منذ 7 أكتوبر الماضي، على الرغم من التصريحات الأمريكية المتواترة التي تتحدث عن ترتيبات للكشف عن مقترح جديد.

 

وذكرت القناة الثالثة عشرة الإسرائيلية مساء الجمعة أن "التقديرات الإسرائيلية ترجح أنه لن تكون هناك صفقة".

 

وأشارت إلى أن ثمة مناقشات "استراتيجية" عقدت في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الساعات الماضية ضمت وزراء ورؤساء الفريق المفاوض، وأن تلك المناقشات خلصت إلى أنه "من غير المتوقع التوصل إلى صفقة وأن احتمالاتها باتت ضعيفة للغاية، وعلى إثر ذلك تستعد إسرائيل لمواصلة القتال في الشمال والجنوب".

 

محادثات بين الوسطاء وواشنطن لطرح مقترح تسوية 

 

ونقلت القناة الثالثة عشرة عن مصدر وصفته بالمطلع أنه "لا مفاوضات حاليا مع حركة حماس، هناك محادثات بين الوسطاء وواشنطن لطرح مقترح تسوية وذلك غير جدي".


وفي سياق متصل، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية مساء الجمعة أن البيت الأبيض "يؤخر تقديم الخطوط العريضة للمقترح الجديد"، وأشارت إلى أن ثمة شعورا "لدى جميع الأطراف بأن فرصة التوصل إلى اتفاق ضئيلة جدا".

 

ونقلت هيئة البث عن مصادر، لم تكشف عنها، أن "كل طرف في المحادثات يرى أن الطرف الآخر غير راغب في إبرام صفقة، وهذا يجعلها مستحيلة".

 

وأشارت الهيئة إلى أن "حماس تتمسك بعدد الأسرى الفلسطينيين على الرغم من انخفاض عدد المحتجزين لديها".


ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر عسكرية أن الجيش سيغير طبيعة القتال في الأنفاق لتجنب إلحاق الأذى بالرهائن.

 

وأصدر الجيش الإسرائيلي تعليماته لجميع سكان الجليل الغربي وعدد من بلدات الجليل الأعلى على الحدود مع لبنان بتقليل التجمعات والبقاء قرب الأماكن الآمنة والملاجئ.

 

في الأثناء، أظهر استطلاع للرأي أجرته القناة الثانية عشرة الإسرائيلية أن 60% من الإسرائيليين يعتقدون أن الصفقة أكثر أهمية من البقاء في محور فيلادلفيا مقارنة بـ28% يعتقدون عكس ذلك.

 

كما أظهر الاستطلاع أن 61% لا يثقون في بذل الحكومة الإسرائيلية كل ما في وسعها لإعادة الرهائن.

 

ويمثل بقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا الواقع على حدود قطاع غزة مع مصر إحدى أبرز النقاط الخلافية العالقة التي تحول دون إحراز تقدم في مفاوضات التوصل إلى اتفاق.

 

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مصادر مطلعة على سير المفاوضات أن "رسائل نتنياهو المتضاربة تربك محادثات وقف إطلاق النار"، في إشارة لإعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي مؤخرا في أكثر من مناسبة أنه متمسك بالبقاء في هذا الممر بدعوى ضمان عدم استخدامه لتهريب الأسلحة لحماس، وهو ما ترفضه الحركة ومن قبلها مصر تماما، بينما يبلغ رئيس وفد التفاوض الإسرائيلي الوسطاء أن الجيش سينسحب في نهاية المطاف من المحور.

 

وفي هذا السياق، جاءت تصريحات مصدر مصري بارز أن "تعنت" رئيس الوزراء الإسرائيلي يظل "عقبة أمام أي جهود للهدنة وإقرار السلام".

 

ونقلت قناة "القاهرة الإخبارية" عن المصدر، الذى لم تكشف عنه، مساء الجمعة أن "استمرار الفشل العسكري والسياسي الإسرائيلي يدفع حكومة نتنياهو لمزيد من التعنت وإفشال جهود الوسطاء للتغطية على إخفاقها".

 

وترى القاهرة أن تصريحات نتنياهو "تفتقد للواقعية، ويسعى من خلالها إلى تحميل الدول الأخرى مسؤولية فشله في تحقيق أهدافه في قطاع غزة الذي شهد إبادة جماعية... الأشهر الماضية أثبتت أن نتنياهو لا يهمه عودة المحتجزين الإسرائيليين أحياء طالما ذلك يتعارض مع أهدافه ومصالحه الشخصية".

 

ونقلت وسائل إعلام عبرية عن رئيس الشاباك السابق نداف أرجمان قوله: "نحن في طريقنا نحو نظام حكم ديكتاتوري، وأنا أخشى على مصير إسرائيل".

 

وأضاف: "محور فيلادلفيا مجرد ذريعة لاستمرار حكم نتنياهو".

 

وفي ظل هذه المواقف المتباعدة، ينظر مراقبون بعين الدهشة لتصريحات مسؤولين في الإدارة الأمريكية عن إحراز تقدم كبير في المفاوضات، لاسيما عندما قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن فجر الخميس/الجمعة إنه "جرى التوافق على 90% من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة".

 

ويرى مراقبون أن ما كشف من الجانب الإسرائيلي من تلميحات عقب الاجتماعات الداخلية الأخيرة بشأن فشل جهود الوساطة والاستعداد لجولة تصعيد عسكري جديدة ناحية الشمال سيشعل المظاهرات في الشارع الإسرائيلي المنادي بضرورة إبرام صفقة فورية تضمن إطلاق سراح من تبقى من الرهائن لدى حماس أحياء، بعد مقتل عدد منهم مؤخرا ولعب حماس بهذه الورقة من خلال بث مقاطع مصورة لهم ، قبل مقتلهم، يناشدون فيها ذويهم زيادة الضغط على الحكومة للتوصل إلى اتفاق.