وزيرة التخطيط: الشباب هم عماد الدولة المصرية وأساس قوتها
التقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، بالشباب مُمثلي منتدى شباب العالم، وذلك ضمن فعاليات قمة المستقبل 2024 خلال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 79 بنيويورك.
وأكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، إدراك الدولة المصرية أن الشباب هم عماد الدولة المصرية وأساس قوتها، وطريقها نحو النهوض والتقدم، حيث تحرص الدولة المصرية على دعمهم بكل السبل والإمكانات للتأكيد على دورهم الريادي والعمل على تنمية قدراتهم كأطراف فاعلة ودعم مشاركتهم في صنع السياسات.
أهمية وجود الشباب في الأحداث العالمية
كما أكدت أهمية وجود الشباب في الأحداث العالمية التي تركز وتناقش على التحديات التي تواجه العالم، موضحة أن اعتماد مشاركة منتدى شباب العالم بقمة المستقبل، تعكس تعزيز المنتدى دعمه لأهداف الأمم المتحدة التي تركز على تمكين الشباب وتعزيز مشاركتهم الفاعلة في معالجة القضايا الدولية، موضحةً أن مشاركة الشباب في قمة عالمية كقمة المستقبل تتيح للشباب فرصة للتفاعل مع متخذي وصانعي القرارات على مستوى دول العالم مما يسهم في دعم قدراتهم وتأهيلهم لأن يصبحوا قادة المستقبل ويدعم دورهم في المشاركة بصنع السياسات على مستوى الدولة والاستفادة من خبراتهم التي اكتسبوها من مشاركاتهم دوليًا ومحليًا.
دور الشباب فى مختلف المجالات التنموية الاقتصادية
وأضافت أن الدولة المصرية تولي اهتمامًا كبيرًا لدور الشباب فى مختلف المجالات التنموية الاقتصادية والاجتماعية، وتوفير فرص عمل جديدة لهم عبر المشروعات القومية العملاقة.
جدير بالذكر أن منتدى شباب العالم حصل على اعتماد خاص للمشاركة في قمة المستقبل التي تُعقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، للمشاركة في أيام العمل يومي 20 و21 سبتمبر، تلتها المشاركة بالجلسات الرسمية للقمة يومي 22 و23 سبتمبر، ويعمل المنتدى على تعزيز أصوات القادة الشباب، بهدف تقديم رؤى مبتكرة وحلول فعالة للتحديات التي تواجه العالم، بما يساهم في بناء مستقبل أفضل وأكثر استدامة، ومن خلال مشاركته في القمة، يسعى منتدى شباب العالم إلى تعزيز دور الشباب في معالجة القضايا العالمية الملحة، وتحقيق الأهداف المشتركة.
كانت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، قد شاركت في جلسة نقاشية رفيعة المستوى تحت عنوان: "مستقبل مستدام للجميع: الهيكل المالي الدولي للقرن الحادي والعشرين"، وذلك ضمن فعاليات الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة و"قمة المستقبل" المنعقدة بنيويورك.
برنامج الأمم المتحدة الإنمائي
وشارك في الجلسة أكيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي؛ جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي السابق ومبعوث الرئيس الأمريكي للمناخ؛ ماري روبنسون، الرئيس الأسبق لدولة أيرلندا، خوسيه أنطونيو أوكامبو، ووزير المالية السابق بكولومبيا.
وخلال كلمتها بالجلسة، أكدت الدكتورة رانيا المشاط، أهمية إصلاح الهيكل المالي الدولي من أجل مستقبل عادل، موضحة أن الأدوات التمويلية التي تمتلكها البنوك التنموية متعددة الأطراف اليوم يجب أن تُستخدم بطريقة تحقق أجندة المناخ والتنمية معًا، حيث يكملان بعضهما البعض، كما يجب تحسين التمثيل في هذه البنوك ليعكس بدقة أكبر احتياجات الاقتصادات النامية والأقل نمواً، مضيفة أنه من الضروري أن تعمل المؤسسات المختلفة معًا لتلبية احتياجات الأسواق الناشئة وسد الفجوات التنموية المختلفة التي تؤثر على البلدان وتنتج تداعيات عالمية.
وفيما يتعلق بالتحديات الجيوسياسية، أشارت إلى التحديات المتعلقة بتسلسل الإصلاحات المالية المختلفة وضرورة اتباع نهج منسق لمعالجتها بسرعة، لافتة إلى أن الأبعاد الجيوسياسية غالباً ما تعيق الدول النامية عن الحصول على التمويل المطلوب بشدة، حتى عند اتباع القنوات والإجراءات الصحيحة، كما أن الاستثمارات من القطاع الخاص قد تُعاق بسبب الاعتبارات السياسية.
أهمية توفير تمويل إضافي للدول التي تعاني من ارتفاع مستويات بالديون
وأكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، على أهمية توفير تمويل إضافي للدول التي تعاني من ارتفاع مستويات بالديون، حيث نشهد في بعض الحالات أن أكثر من 60% من الناتج المحلي الإجمالي يذهب إلى خدمة الديون، مشيرة إلى الحاجة الملحة إلى مزيج من الاستثمارات من القطاعين العام والخاص لدفع عجلة التحول، ودعت الوزيرة إلى التركيز على أمثلة عملية وضرورة تنسيق الجهود لمعالجة هذه التحديات وضمان تنفيذ الإصلاحات المالية بفعالية.
ومن جانبه، قال جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق والمبعوث الرئاسة الأمريكية للمناخ، إن عدم التزام المجتمع الدولي بالعمل المناخي يؤثر بشكل سلبي على كل مناحي الحياة على كوكب الأرض، ورغم التزام نحو 200 دولة بعدم التوسع في مشروعات الوقود الأحفوري، إلا أن الممارسات الواقعية غير ذلك تمامًا. وتابع قائلًا "نحن نتحدث عن المستقبل، لا حديث عن المستقبل إلا إذا قمنا بتوفير الاستثمارات اللازمة لتحقيق التحول نحو مستقبل مستدام، وحشد بين 2.5 إلى 5 تريليونات دولار سنويًا، حتى نقضي على الانبعاثات بحلول عام 2030، مطالبًا الدول المتقدمة بزيادة مساهماتها الدولية في التحول نحو العمل المناخي وتقليل الاعتماد على المشروعات التي تزيد من حجم الانبعاثات.
برنامج نُوَفِّي
وأضاف "كيري": "يتعين علينا توفير الاستثمارات اللازمة لإنجاز ما نصبو إليه، وأن نتبنى المبادرات البناءة مثل برنامج «نُوَفِّي» في مصر، والتي عملنا عليها مع شركائنا في مصر، حيث ينفذون مشروعات طموحة لإغلاق 12 محطة تعمل بالطاقة التقليدية بقدرة 5 جيجاوات، في مقابل تدشين مشروعات طاقة متجددة بقدرة 10 جيجاوات وهو ما يعزز موقف الطاقة النظيفة في مصر، كما يمكنها من التصدير للدول المجاورة".
برنامج الأمم المتحدة الإنمائي
من جانبه، أوضح أكيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بأن إصلاح البنية الأساسية للنظام المالي الدولي أصبح هدفًا مركزيًا يجب أن يتحقق للتغلب على التناقضات التي تشوب هذا النظام، موضحًا أنه لا يُتصور أن النظام المالي الحالي الذي يعمل منذ 80 عامًا يعمل في سياق الأيام الحالية.