مسؤول المستشفيات الميدانية بقطاع غزة لـ "مصر تايمز": الاحتلال دمر المنظومة الصحية وتسبب في نشر الأوبئة ومرض شلل الأطفال
دمرت إسرائيل خلال الحرب الفلسطينية الإسرائيلية 2023- 2024 نظام الرعاية الصحية في غزة بالعديد من الهجمات المباشرة على المستشفيات والمرافق الصحية، وقتل العاملين في مجال الرعاية الصحية، وحصار الإمدادات الطبية ومنعها من دخول غزة.
وكان انهيار نظام الرعاية الصحية جزءًا من أزمة إنسانية أوسع نطاقًا في قطاع غزة ناجمة عن الحرب.
وواجهت المستشفيات نقصًا في الوقود بسبب الحصار الإسرائيلي، واعتمدت على المولدات الاحتياطية خلال الأسبوعين الأولين من الحرب، وبحلول 23 أكتوبر 2023، بدأت مستشفيات غزة في الإغلاق مع نفاد الوقود، بدءًا من المستشفى الإندونيسي، وعندما فقدت المستشفيات الطاقة تمامًا، تُوفيَ العديد من الأطفال الخدّج في وحدات العناية المركّزة لحديثي الولادة، وبحلول نهاية مايو 2024 أفادت كلٌّ من منظمة الصحة العالمية ولجنة الإنقاذ الدولية أن ثلث مستشفيات غزة فقط لا تزال تعمل بشكلٍ جزئي على الأقل.
و من داخل غرفة عمليات إحدى المستشفيات لغزة، التقى مصر تايمز بالدكتور مروان الهمص مسؤول المستشفيات الميدانية في قطاع غزة
قال الدكتور مروان الهمص قبل الحرب كان لدينا في داخل قطاع غزة ما يقارب من 35 مستشفى ما بين حكومي وأهلي، وإضافة إلى 95 مركز طبي، الان بسبب حرب الابادة تبقى لدينا 7 مستشفيات 5 تعمل قريبا من الجزء المتكامل لكن البقية بالكاد تتحرك.
وفي شمال غزة مستشفيان حكوميان كامل العدد والمستشفى الاندونيسي تعمل بنصف طاقتها وكذلك مستشفي المعمدان التي قام الاحتلال بقصفها واستشهد حوال 500 فلسطيني وبعض المراكز التي تعمل بجزء من طاقتها، لان الاحتلال يتعمد عدم ادخال الوقود لكل المستشفيات ، اما جنوب قطاع غزة فلدينا 3 مستشفيات، شهداء الاقصى خارج عن الخدمة بسبب عدد المرضى المنومين حوال 700 منوم، والطاقة الاستعابية قبل الحرب كانت 150 ، ومجمع ناصر الطبي، وقد تم تصليحه بعد دخول الاحتلال الاسرائيلي لتلك المستشفى وتدمير المباني والاجهزة، وقد تم توسيع غرف المبيت وذلك بوضع خيمة كبيرة لاستقبال الحالات الباطنية وكذلك غرف خيم .
لكن مع النزوح الكبير حتى مستشفى ناصر لا تستطيع أن تلاحق على عدد المرضى والمصابين، وكذلك لدينا المستشفى الاوروبي وقد قام الاحتلال بتهديدها وتم اخلاءها وسرقة المقتنيات والاجهزة، ولكن الان تم تشغيلها وتعمل بكل طاقتها.
نقص المستلزمات الطبية
وتابع في ظل هذه الهجمة الشرسة من قبل الاحتلال الاسرائيلي، منع ادخال المستلزمات الطبية والعلاجات، ونحاول التعامل مع الحالات قدر المستطاع، نغلق غرف العمليات في بعض الاوقات وغرف العناية المركزة تكون مكتظة، فقط نستطيع إنقاذ البعض منهم، الاسبوع السابق أغلقنا غرف العمليات بسبب نقص الشاش المعقم وفوط البطن، إضافة إلى الجونات الطبية التي يرتديها الأطباء داخل غرف العمليات، لذلك أوقفنا العمليات إلا الطارئة وقمنا بالعمل داخل غرف العمليات بدون الشاش المعقم وبدون الجونات ولا فوط البطن، لكن لدينا نقص شديد في المستلزمات الطبية والعلاجات والاجهزة وعدم وجود قطع غيار لها، وكذلك الاحتلال الاسرائيلي يمنع دخول الوقود لقطاع غزة خاصة مستشفيات القطاع.
وأضاف أما بخصوص عمليات النساء والولادة التي كانت تتم بدون بنج ،كنا نحاول أن نتجنب التخدير الكلي، وهذا ترتب عليه تأجيل عمليات لبعض الحالات التي تحتاج تخدير كلي وهو ما تسبب في موت الحالات، فقد مررنا بحالة صعبة ، بالفعل تم علاج بعض المرضى بدون تخدير لكن الان يوجد لدينا بعض قليل من العلاجات والأدوية ولكن نحاول ان نتجنب التخدير الكلي لعدم كفاية الادوية والمسكنات المخدرة.
وأشار أن أي مستشفى يقوم الاحتلال بتدميرها ، نقوم مرة أخرى بإعادة تشغيلها ، حتى تستمر المنظومة الطبية بكل الامكانيات الممكنة.
انتشار الاوبئة وشلل الاطفال
وأكد الهمص أن الاحتلال الاسرائيلي يتعمد تدمير المستشفيات جميعها و المنظومة الصحية بشكل عام حتى ما لم يمت بالصواريخ ورصاص الاحتلال الاسرائيلي يموت بعدم وجود العلاج، ليس هذا فحسب فلقد دمر الاحتلال البنية التحتية ومياه الصرف الصحي والشرب .
و استكمل دكتور مروان الهمص أن أهل غزة يعانوا من هذا التدمير بانتشار الاوبئة مثل الالتهاب الكبدي الوبائي A ومرض شلل الاطفال الذي اختفى من العالم منذ 30 عام لكنه الان موجود في غزة بسبب الاحتلال الاسرائيلي بسبب منعه دخول مواد التنظيف والتعقيم، مشيرا إلى أنها حتى إن وجدت هذه المنظفات ستكون بأسعار خيالية وكأننا في بلاد الهونولولو، لكن بقدر ما لديهم كطواقم طبية و وزارة الصحة الفلسطنية أن يجتهدوا لخدمة أبناء الشعب الفلسطيني.
واختتم حديثه قائلا: “مطالبنا هي إيقاف هذه الحرب والابادة الجماعية ضد أهل غزة وفتح معابر القطاع لادخال الوقود والمساعدات والمواد الطبية والاغاثية لكي يعيش أبناء فلسطين مثل كل شعوب الارض”.