الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

رئيس المجلس الأوروبي المنتهية ولايته: لا يمكن لأوروبا أن تصبح "متحف العالم"

السبت 26/أكتوبر/2024 - 10:41 ص
شارل ميشيل
شارل ميشيل

وصل رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل إلى خط النهاية في ولايته التي استمرت خمس سنوات، بعد فترة مضطربة من الأزمات للاتحاد الأوروبي.

 

وأكد رئيس الوزراء البلجيكي السابق، الذي يبلغ من العمر 48 عاما، في مقابلة مع غرفة الأخبار الأوروبية (إي إن آر) الحاجة إلى الابتكار، وإلى أن يصبح الاتحاد الأوروبي أكثر طموحا.

 

وقال ميشيل: "علينا أن نفعل كل شيء كي لا أن نصبح متحف العالم"، وشدد على أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى أن يصبح أكثر ابتكارا، وأشار إلى الإنجازات السابقة التي حققها التكتل، كنموذج.

 

وأضاف: "أثبتنا عبر هذا المشروع بوجه خاص - الاتحاد الأوروبي – قدرتنا على تعزيز التنمية الاقتصادية والنمو والتماسك الاجتماعي داخل الاتحاد الأوروبي".

 

وتتلخص رؤية ميشيل للاتحاد الأوروبي في العالم في: المزيد من القوة، والسيادة، والنفوذ.

 

ويرى ميشيل أن من شأن الاستثمار في البحث والتطوير والتعاون مع المناطق الرئيسية في العالم، وتعزيز الوعي بإمكانات الاتحاد الأوروبي وقيمه، تعزيز دور التكتل على الساحة العالمية.

لا تفقدوا دعم شعوبنا

ويعد الحفاظ على الدعم الشعبي في الاتحاد الأوروبي هو الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لميشيل، في مواجهة التحديات والأزمات الكثيرة الحالية.

 

وقال رئيس المجلس الأوروبي المنتهية ولايته: "علينا أن نوضح ما نقوم به، ولماذا نتصرف بهذه الطريقة"، مشيرا إلى مجالات سياسية رئيسية.

 

وقال: "علينا أن نوضح لماذا ندعم أوكرانيا ولماذا يتعين علينا تسريع وتيرة الجهود لضم دول أعضاء جديدة، ولماذا يجب علينا بناء نموذج جديد فيما يخص الدفاع'.

 

ميشيل: دعم أوكرانيا دعم لأنفسنا

وقال ميشيل إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي مواصلة دعمه لكييف في معركتها ضد العدوان الروسي، وأكد دعم التكتل لـ "خطة النصر" التي طرحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

 

وتابع: "لنجعل أوكرانيا أقوى، لأن جعل أوكرانيا أقوى يجعلنا أقوى."


وفي حين يواصل الاتحاد الأوروبي دعم كييف عسكريا، عليه العمل لتعزيز قدرات صناعته الدفاعية، بحسب ميشيل.

 

وأشار أيضا إلى دراسة حديثة أظهرت أن الاتحاد الأوروبي اشترى 80% من المعدات العسكرية التي زود بها أوكرانيا من أمريكا.


ولا يعتقد ميشيل أنه يجب على الاتحاد الأوروبي أن يتوقف عن شراء الأسلحة من الولايات المتحدة، ولكنه يعتقد أن هناك مجالا واسعا لتقوية القاعدة الصناعية في أوروبا.

 

وأكد أن هذا أمر ضروري في ضوء الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة أوائل الشهر المقبل، دون النظر إلى الفائز.

 

وقال ميشيل: "كان (الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري) دونالد ترامب، وقبله (الرئيس الأسبق) باراك أوباما، على حق عندما دعا الاثنان الحلفاء الأوروبيين داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى تخصيص 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي لديهم للقدرات الدفاعية".

 

"آن أوان التوسيع"


ودعا ميشيل إلى تسريع وتيرة توسيع الاتحاد الأوروبي، وأكد الحاجة الاستراتيجية لدمج دول غرب البلقان وأوكرانيا وغيرها من الدول المرشحة للانضمام إلى التكتل.

 

وشدد على أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي الاستعداد للتوسع مستقبلا من خلال إجراء إصلاحات داخلية، وفي الوقت نفسه مساعدة الدول المرشحة على البقاء في سبيلها للانضمام.
وأكد ميشيل أن الأحداث الجيوسياسية الأخيرة، وبينها حرب أوكرانيا والتحديات في منطقة غرب البلقان، تجعل الاستجابة السريعة للاتحاد الأوروبي أكثر أهمية في الوقت الحالي.

 

وقال: "من العبث ألا يقوم الاتحاد الأوروبي بتسريع وتيرة جهوده"، مشيرا إلى الحاجة لقدر أوسع من الاستقرار والأمن والازدهار في القارة.

 

ووفقا لميشيل، فإن الاتحاد الأوروبي بصدد إعداد جدول أعمال استراتيجي للتحضير من أجل التوسع بما يشمل التعامل مع العواقب المالية الناجمة عن ضم الاقتصادات الأضعف، وتعديل عمليات صنع القرار للحفاظ على فعالية الاتحاد الأوروبي في ظل وجود عدد أكبر من الأعضاء.

 

وحذر ميشيل من أنه كلما طال أمد تأخير توسيع الاتحاد الأوروبي، كلما ظلت الباب مفتوحا أمام الآخرين لاستغلال هذا التردد.

موجة الهجرة في 2015 كانت "فوضى عارمة"

ويرى رئيس المجلس الأوروبي، المنتهية ولايته، في الهجرة تحديا جماعيا، ولكنه أوضح أن الوحدة داخل الاتحاد الأوروبي بشأن هذه القضية حاليا أعظم بكثير مقارنة بما كان عليه الحال قبل بضع سنوات.

 

ويقول السياسي البلجيكي، الذي ترأس 46 اجتماعا للمجلس الأوروبي على مدى خمس سنوات مضت، إنه إذا لم يكن زعماء الاتحاد الأوروبي "في وضع يسمح لهم بإدارة هذا التحدي السياسي، لماذا تثق بنا الشعوب فيما يتعلق بالتحديات الأخرى.".