من يحتجز الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة؟
إسرائيل تجدد الاتصالات بشأن صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار مع حركة حماس، لكن ليس من الواضح من هو عنوان الصفقة في حماس.. القيادة في الخارج أم محمد السنوار في غزة؟
ترى إسرائيل في اغتيال زعيم حماس يحيى السنوار فرصة لاستئناف المفاوضات بشأن صفقة الرهائن المتوقفة منذ أغسطس الماضي.
وبحسب تقديرات الأجهزة الأمنية، فإن عدة جهات تحتجز الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة، فإن معظمهم محتجزون لدى حركة حماس، وبعضهم لدى حركة الجهاد الإسلامي، والبعض الآخر لدى جماعات أخرى صغيرة أو عشائر وربما عائلات في قطاع غزة.
وقال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، في 20 أكتوبر الماضي، إنه في هذه المرحلة من الصعب تحديد من يحتجز بقية المختطفين المتبقين في قطاع غزة.
تشتيت الرهائن
وتقول مصادر في قطاع غزة قريبة من حماس أنه خلال جزء من الوقت خلال الحرب، أحاط السنوار وعدد من كبار أعضاء الجناح العسكري لحماس أنفسهم بمجموعة صغيرة من الرهائن الإسرائيليين كدرع بشري لتأمين صفقة تبادل الأسرى في نهاية المطاف، مع إسرائيل.
لكن بعد أن قتلت إسرائيل أحمد الغندور الرجل الثالث في كتائب القسام قائد الفرقة الشمالية لحماس، وإيمان نوفل قائد الفرقة الوسطى وقد تم قتلهم في الأنفاق برفقة رهينتين اسرائيليتين.
بعد ذلك تقرر تشتيت الرهائن الإسرائيليين وضمهم، للقادة الميدانيين على مستوى أقل من قادة الكتائب، وكان معظمهم في الواقع قادة سرايا أو فرق في الذراع العسكري لحماس.
وتشير التقارير الاستخباراتية الاسرائيلية أن الشخص الذي يحتجز الرهائن الإسرائيليين، رجل الظل الأكثر أهمية في حماس الآن، هو محمد السنوار، شقيق يحيى السنوار، الذي ربما ورث منصب شقيقه كرئيس لقطاع غزة.
صفقة الرهائن
ولا يعرف حالياً أحد في الجهاز الأمني ما إذا كان محمد السنوار مستعداً للذهاب إلى صفقة رهائن أم أنه ينتظر كما انتظر شقيقه يحيى استجابة شروط حركة حماس الافراج عن جميع الاسرى الفلسطينيين وانسحاب القوات الاسرائيلية من كامل قطاع غزة.
كما أن علاقة محمد السنوار بقيادة حماس في الخارج غير واضحة هل هو مستسلم لها ومستعد لعقد صفقة مع إسرائيل أم أنه يريد الانتقام من إسرائيل لاغتيال يحيى السنوار .
العودة إلى مائدة المفاوضات
ويبقى السؤال من هو عنوان الصفقة في حماس؟، من الذي يدير الموقف، وكان رئيس الموساد ديفيد بارنيا غادر إسرائيل إلى الدوحة يوم الأحد الماضي ليتلقي إجابة على هذا السؤال، لأن الإجابة ستحدد إذا ما كان هذا الشخص يسيطر بالفعل على الرهائن ويمكنه إطلاق سراحهم إذا تم التوصل إلى اتفاق أم لا.
ولكن يبدو أن عدم التوصل إلى نتيجة يلوح في الأفق، فقد التقى رئيس الموساد ديفيد بارنيا برئيس وزراء قطر محمد آل ثاني ورئيس وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز في الدوحة بهدف استئناف المفاوضات بشأن صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وكان الغرض من الاجتماع هو محاولة الترويج للمبادرة المصرية، والتي بموجبها ستطلق حماس سراح أربعة رهائن إسرائيليين مقابل وقف إطلاق النار لمدة يومين، ثم يتم استئناف المفاوضات حول صفقة الرهائن بهدف التوصل إلى اتفاق جديد.
وتلقى مجلس الوزراء الاسرائيلي تقريرا حول الاقتراح الجديد، لكنه لم يصوت عليه. وسبق أن مسؤولو حماس قالوا إنهم لن يغيروا الشرط الذي يتطلب الانسحاب الكامل لقوات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة في أي صفقة.
وقال مسؤول في حماس إن أي اقتراح لوقف إطلاق النار يجب أن يشمل انسحابا كاملا للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، بما في ذلك الجزء الشمالي من القطاع ومحور نيتزر و"محور فيلادلفيا".
ويعرب مسؤولون كبار في القدس عن تشاؤمهم بشأن فرص تحقيق انفراجة في المفاوضات حول الاتفاق قبل الانتخابات الأميركية في 5 نوفمبر، أو تنفيذ الاقتراح المصري الجديد، لكن لديها أيضاً خطوطها الحمراء. واضاف المصدر "بالإضافة الى ذلك هناك معارضة في مجلس الوزراء للانسحاب من قطاع غزة خاصة من قبل الوزيرين ايتمار بن جابر وبتسلئيل سموتريتش".
في الواقع، لم يخلق القضاء على السنوار نافذة تسمح بالتقدم نحو تحقيق انفراجة في صفقة الرهائن. وبقيت حماس على موقفها. وتقدر مصادر أمنية أن موقف محمد السنوار، الذي يحتجز الرهائن في قطاع غزة، هو الذي يملي خط المفاوضات على قيادة حماس في قطر، ولا يمكنها التحرك من مواقفها دون موافقته.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" أمس عن مصدر مطلع على تفاصيل المفاوضات قوله إن برنيا يعتقد أنه لا ينبغي لإسرائيل أن توافق على وقف إطلاق النار في لبنان، طالما أن حزب الله وإيران لا يضغطان على حماس للموافقة على الإفراج. من الرهائن في غزة.