محلل أمريكي: كامالا هاريس هي الخيار الأفضل لأمريكا لصالح الأمن القومي والديمقراطية
يرى المحلل الأمريكي بوبي إينمان أنه في الوقت الذي تواجه فيه الديمقرطية الأمريكية تحديات من الداخل، فإن التصويت لصالح المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية كامالا هاريس يعد أمرا مهما للغاية للأمن القومي والوحدة. وتشير لغة منافسها الجمهوري دونالد ترامب المثيرة للانقسام وإعجابه بقادة مستبدين وتجاهله للمبادئ الديمقراطية إلى تحول مثير للقلق بعيدا عن الديمقراطية.
تقف أمريكا عند مفترق طرق محوري
وقال المحلل الأمريكي بوبي إينمان مدير وكالة الأمن القومي ونائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الأسبق في تحليل نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية إن التصويت لصالح هاريس ضروري للأمن القومي، حيث تقف أمريكا عند مفترق طرق محوري. ويضيف إبنمان "فقد أثارت أفعال وخطابة الرئيس السابق دونالد ترامب انزعاج الكثيرين الذين يشعرون بقلق عميق بشأن مستقبل ديمقراطيتنا. ويشكل أسلوبه في وصف المنافسين بأنهم "العدو الداخلي" تهديدا مباشرا للقيم الأساسية لأمتنا.
وتقوض هذه اللغة المثيرة للانقسام الوحدة وتؤدي إلى تآكل الثقة وتعزز العداوة"، ليكرر بذلك الأوقات التي استغل فيها القادة الخوف من أجل الاحتفاظ بالسلطة على حساب المبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان.
ورأى إينمان إن العلامة المزعجة بشكل خاص هي استخدامه للغة مهينة مع منافسيه. إن الإشارة إلى خصومه بعبارات مهينة والتهديد بأفعال عدوانية "لاستئصال" الأعداء تذكرنا بالأنظمة التي سمحت بأن يبرر مثل هذا الخطاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان... فالإهانة تمهد الطريق لتآكل الحريات المدنية وتطبيع الممارسات الاستبدادية.
إعجاب ترامب بقادة مستبدين
وأشار إينمان إلى أن إعجاب ترامب بقادة مستبدين يؤكد بشكل إضافي هذا الخطر. وتثير إشادته بشخصيات مثل الرئيس الروسي فلادمير بوتين والرئيس الكوري الشمالي كيم جونج اون تساؤلات جادة بشأن التزامه بالمبادئ الديمقراطية. ومن خلال الإعراب عن الحسد للسلطات غير المقيدة للزعماء المستبدين، فإنه يكشف عن تطلعاته الاستبدادية التي تدل عليها أقواله وأفعاله.
أحداث يوم السادس من يناير2021
وقال إينمان إن أحداث يوم السادس من يناير2021، تسلط الضوء على إلى أي مدى يمكن أن يذهب للاحتفاظ بالسلطة. إن التمرد في مبنى الكابيتول الأمريكي كان بعد أشهر من المزاعم الكاذبة بشأن الانتخابات التي تعرضت للسرقة. وتؤكد تصرفات الجنرال مارك ميلي لمنع إساءة الاستخدام المحتملة للقوة العسكرية خلال فترة رئاسته مدى خطورة التهديد.
ويرى إينمان أن تجاهل ترامب للدستور يمتد إلى الهجمات على الصحافة الحرة والقضاء والعملية الانتخابية. إن وصف وسائل الإعلام بأنها "عدو للشعب" يقوض ركيزة أساسية للمجتمع الحر، في حين أن محاولات نزع الشرعية عن القضاة تهدد استقلال القضاء. و"من خلال زرع الشك في نزاهة الانتخابات، فإنه يقوض أساس نظامنا الديمقراطي".
وأكد إينمان أن البعض قد يرى أن سياساته عززت الاقتصاد أو زادت قوة الدولة، إلا أن أي مكاسب قصيرة المدى تطغي عليها الأضرار طويلة المدى للنزعات الاستبدادية. كما أن الازدهار الاقتصادي لا يعني شيئا إذا تم تفكيك الإطار الديمقراطي.
ويقول إينمان إن تصريحاته التحريضية بشأن المهاجرين والأقليات والمنافسين تسببت في تعميق الانقسامات واستغلال هذه الخلافات يقوض الوحدة ويشجع الفصائل المتطرفة التي تهدد الهدوء الداخلي.
الديمقراطية لا تموت في الظلام
وشدد إينمان على أن الوقت قد حان للتحرك، مشيرا إلى أن "الديمقراطية لا تموت في الظلام، ولكن تموت عندما يظل الأشخاص الطيبون صامتين. يجب أن ننتبه للتحذيرات ونتعلم من التاريخ ونختار القادة الذين سيحافظون على حرياتنا. الرضا عن النفس ليس خيارا عندما تتعرض المبادئ الأساسية لأمتنا للخطر".
وأضاف أن التصويت لكامالا هاريس ليس فقط خيارا ذكيا، وإنما هو لدعم الديمقراطية الأمريكية. إنها تمثل مسارا للأمام يرفض الخطاب المثير للانقسام ويقبل التنوع الذي يجعل أمتنا قوية. هاريس عازمة على التعامل مع القضايا المنهجية والدفاع عن العدالة الاجتماعية والعمل للتوصل إلى حلول تفيد كل الأمريكيين.
واختتم إينمان تحليله بالقول إن "مصير أمتنا في أيدينا. أمريكا تستحق رئيسا يحترم المؤسسات الديمقرطية ويقدر سيادة القانون ويوحد ولا يفرق دعونا نختار الخيار السليم. صوتوا للوحدة، صوتوا للديمقراطية، صوتوا لكامالا هاريس".