بالصور الجلسة البحثية الأولى لمؤتمر "جمال عبد الناصر.. التحديات والانجازات"
الإثنين 28/سبتمبر/2020 - 08:33 م
عقد المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمي، تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة، مؤتمر اليوم الواحد تحت عنوان: "جمال عبد الناصر.. تحديات وانجازات"، صباح يوم الاثنين، وبدأت الجلسة البحثية الأولى برئاسة المستشارة تهاني الجبالي، بالحديث عن هوية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر متساءلة لماذا يخشاه الكثيرون؟، وأكملت أن ثورة يوليو تحدت قوى الاستعمار في الداخل والخارج وأجبرت امبراطوريات خارجية أن تغلق أفواهها كما استطاعت الثورة أن تتحدى المشروع الصهيوني القائم على التقسيم الدينى والعرقي.
وأضافت أن عبد الناصر كرم نفسه بنفسه فهو ساكن داخل عرق كل رجل وامرأة من الخليج إلى المحيط رغم أنف الحاقدين فصورته لا تزال تعلق قبل صورة رب المنزل حتى عصرنا هذا.
ثم أعطت الكلمة في البداية للمفكر العربي الكبير الدكتور أحمد يوسف أحمد الذي تحدث حول أربعة دروس، الدرس الأول: أن مشروع ناصر العربي يتمتع برؤية شديدة الوضوح، فالرؤية هي أساس أي مشروع ناجح في الدنيا، فمنذ قيام الثورة نجد أن كتاب فلسفة الثورة ضم الدائرة العربية والأفريقية والإسلامية فنلاحظ أن ناصر كان مناضلا عربيا ومنذ اللحظة الأولى للثورة نجده يتمتع برؤية واضحة، وفيما يتعلق بالدائرة الإسلامية فقد تعامل معها ناصر على أنها روحية وليست سياسية.
الدرس الثاني هو تكلفة الدور فلقد عاب علينا الكثيرون أننا غير قدريين على تحمل تكلفة الدور العربي إلا أن ناصر رأى أن معركة تحرير الجزائر على سبيل المثال لم تكلفنا سوى استكشاف الأفراد المنضمين إلى حركة التحرير وقيام تدريباتهم عن طريق بعض من فرقنا العسكرية وتزويدها بالأسلحة الزائدة عن حاجة الجيش المصري حتى انتصرت الحركة الجزائرية.
الدرس الثالث الترابط بين الأهداف العربية نلاحظ مثلا أن تصدى مصر للأحلاف الغربية التي كانت تريد ربط مصر بسلسلة الأخلاف الغربية بما يناقض الأمن العربي القومى أن الدور المصري الذي لعبه ناصر في اسقاط مشروع حلف بغداد ثم مشروع أيزن هاور هذا الدور أوجد زخما جماهيريا هائلا أم هذا هدف الوحدة ؟ فعندما كتب ناصر فلسفة الثورة لم يتحدث عن الوحده بل تحدث عن تحدث حول التضامن وكان أدائه من أجل استقلال العرب وحتى يتحقق هذا الاستقلال فرض هدف الوحد والتي تحققت بالوحدة المصرية السورية ثم انتهت بعد أربع سنوات، مثال أخر اليمن الذي أمده ناصر بالعون المادى والعسكري.
الدرس الرابع والأخير المهارات التكتيكية لجمال عبد الناصر الذي عاب عليه وانهال عليه الكثيرون بسبب هزيمة 67 إلا أنه لم يستسلم وفعل في ثلاث سنوات مالا تستطع فعله كبري الدول الغربية وكبد العدو خسائر لا حصر لها.
وعقبت الجبالي أنها تستنكر ما تقوم به بعض مجموعات الشبكة العنكبوتية في تصوير فترة الملكية بأنها "جنة رضوان على الأرض" وكيف تخدع الجيل الجديد بهذا الفكر رغم أن هذه الفترة لم تكن إلا فترة استعباد للشعب المصري تحت إمارة الدولة العثمانية هذه الأفكار تريد تعميم وإشاعة الجهل والتخلف على الأجيال القادمة حتى تظل مصر ضمن دول الالعالم الثالث وألا تحيا ضمن الدول المحترمة.
ثم انتقلت الكلمة إلى المؤرخ عاصم الدسوقي الذي تساءل هل المشروع القومي العربي كان وهما أم ضرورة حياة؟ وأوضح أن فكرة الوحدة العربية أي تجمع كل الدول الناطقة باللغة العربية تحت منظمة أو لواء واحد بدأت منذ أواخر القرن التاسع عشر وكانت مجرد أفكار مبعثرة إلا أن قامت الوحدة الأرمانية فتأثر بها العرب حتى يقضوا على خضوعهم للدولة العثمانية، وبدأ مشروع الوحدة العربية بمشروع إنجلترا لفرض السيطرة على دول العالم الثالث في الظهور وبدأ القول أن المنطقة التي بين مداريين منطقة غلال مختلفة ومصدر خام للبترول وسوقا لتصريف الإنتاج ومن يتحدث خارج هذه المعادلة لا بد من القضاء عليه لذا قامت إنجلترا بإنشاء منظمة عربية لم تكن تضم سوى سبعة دول فقط.
وفي الختام كانت الكلمة للدكتور على الدين هلال متحدثا حول عبقرية ناصر ليس بما أتى به من أفكار فاغلب ما جاءت به الثورة كان متداولا قبل 1952 على أذهان الشعب المصري والعربي لكن عظمته وعبقريته تكمن في أنه جمع كل هذه الأفكار ولكن في برامج متعدده تم تنفيذها على أرض الواقع حيث ركب هذه الأفكار بتركيبات ثم نفذها على الفور، وكانت مصر منخرطة في الشئون العربية قبل 52 وقبل 45 وقبل 25 بالفعل وبالقول ولكن كانت جهود مبعثرة ومتناثرة لذا سنتحدث حول ثلاث نقاط:
الأولى الانخراط المصري منذ نهاية القرن ال 19 نجد أن الصحافة المصرية كان بها اتجاهات سياسية مختلفة منها الاتجاه العربي رغم ضعفه إلا أنه كان موجودا ومستمرا.
النقطة الثانية أن المثقفون المصريون خاضوا محاورات كبيرة حول فضل العرب على الحضارة العالمية وكانت هذه الأراء ضد بعض ما كتبه طه حسين الذي أعلى أراء الأوربيين على العربية مما أثار جدل كبير في الصحافة المصرية.
النقطة الثالثة في كتاب فلسفة الثورة أزعن هيكل أنه من كتب هذا الكتاب رغم معرفة الجميع أنه كتاب عبد الناصر، وليس عيب أن يستعين الزعيم بمن يكتب له كتابا فالزعيم مسئوليته سياسية.