الأزهر والقضية الفلسطينية.."موقف لا يتغير على مر العصور"
الإثنين 17/مايو/2021 - 02:45 ص
يستمر الأزهر الشريف في التأكيد دائما على أهمية القضية الفلسطينية، حيث لم تكن يومًا بعيدة عن صدارة اهتمامات الأزهر الشريف وأولوياته، فهي قضيته الأولى التي يسخر لها الكثير من الجهد والعطاء، منذ انتفاضة البراق عام 1929م، حيث حذر الشيخ محمد مصطفى المراغى، شيخ الأزهر فى هذا الوقت، السلطات البريطانية من التعدي على المقدسات الاسلامية أوالمسلمين في القدس.
واستمر الأزهر ثابتا على موقفه تجاه القضية، بالتأييد والمساندة التامية للشعب الفلسطينين، حتى نكبة عام 1948م، حن تم الاعلان عن تأسيس دولة إسرائيل، حيث أصدر شيخ الأزهر محمد مأمون الشناوى، فتواه الشهيرة بوجوب التصدى لليهود، وحماية أرض العروبة والإسلام من الاعتدائات الصهيونية الغاشمة، كما أفتى الشيخ حسنين مخلوف، مفتى مصر وقتها، بوجوب الدفاع عن فلسطين والأراضى المقدسة بالنفس والمال، باعتباره واجبًا شرعيا على القادرين، وأن من نكص عن القيام بهذا الواجب مع الاستطاعة كان آثما.
واستمر دعم شيوخ الأزهر للقضية الفلسطينية، حيث رفض الشيخ عبدالحليم محمود، شيخ الازهر الراحل أن يكون ضمن الوفد المرافق للرئيس الراحل محمد أنور السادات، أثناء زيارته التاريخية لمدينة القدس عام 1973، والتي تم على إثرها عقد اتفاقية "كامب ديفيد" بين مصر وإسرائيل بوساطة أمريكية.
كما رفض الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، لقاء الرئيس الإسرائيلى "عيزرا وايزمان" خلال زيارته للقاهرة، رفضاً قاطعاً، وأتبع ذلك بإصدار عدد من البيانات في الكثير من المحافل، للتأكيد على أن القدس ستظل عربية إسلامية إلي قيام الساعة رغم أنف الكيان الصهيوني، واصدر فتواه برفض زيارة المسلمين للقدس بعدما أفتي بعض العلماء بجواز ذلك بعد عقد اتفاقية أوسلو عام 1993م بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، وعلى أثر هذا دعا البابا "شنودة الثالث"، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية في مصر هو الآخر المسيحيين لعدم زيارة القدس .
وانطلقت الإنتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000م، والتي عرفت بإسم "إنتفاضة الأقصى"، والتي لم يغب الأزهر عنها كعادته، حيث ألقى الشيخ محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر، خطبة الجمعة من على منبر الجامع الأزهر بنفسه، حيث قال فيها أن القدس مدينة العرب منذ آلاف السنين، وأن اليهود و الصهاينه، لا حق لهم فيها، مشيرًا إلى أن مصر تقف الى جانب الفلسطينيين، كما أكد على عدم التخلي عن الفلسطينيين في محنتهم حتى تقام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، مستنكراً للعدوان الهمجي على الاطفال والشيوخ والنساء.
وزاد دعم الأزهر للقضية، حيث وصلت إلى مستوى القضية الدولية الأولى بالنسبة للأزهر، مع وصول الأمام أحمد الطيب، إلى مشيخة الجامع الأزهر، حيث أصدر فى نوفمبر 2011م "وثيقة القدس" بعد الاعتداءات الصهيونية على المقدسات الإسلامية وخاصة المسجد الأقصى، والتي أكد فيها على عروبة القدس، وافتراء الصهاينة فى ادعائهم أن الأرض المقدسة هى لهم.
وعقد مجمع البحوث الإسلامية، فى أبريل 2012، جلسه طارئة بمشيخة الأزهر برئاسة الإمام الأكبر أحمد الطيب، بعد قيام سلطات الاحتلال، بقصف قطاع غزة وتشديد إجراءاتها على الفلسطينيين بالضفة المحتلة، كما عقد شيخ الأزهر في ديسمبر 2017م اجتماعا طارئا مع هيئة كبار العلماء بالأزهر ومجلس حكماء المسلمين، لبحث قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشريف، وأعلن فضيلته عن مؤتمر الأزهر العالمى لنصرة القدس، كما حذر شيخ الأزهر خلال لقائه برئيس الوزراء البريطانى "تونى بلير" من أن نقل بعض الدول سفاراتها إلى مدينة القدس سيفتح أبواب جهنم على الغرب قبل الشرق.
وكان أخر مواقف الأزهر، هو ما أعلنه الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء من على منبر الجامع الأزهر، حيث قال، إن "الاحتلال الصهيوني انتهك حرمة المسجد الأقصى واعتدى على المقدسات الدينية"، كما أضاف أن على الحكام أن يكونوا صفا واحدا لاستخلاص القدس الشريف، من أيدي شذاذ الأرض وردع الذين ظلموا وشغلوا عليه وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.