فاتن حمامه ... أيامنا الحلوه
الأحد 30/مايو/2021 - 08:14 م
تسعون عاماً مضت على ميلاد طفلة فيلم { يوم سعيد } 1940 ، ومنذ ظهورها كطفلة لأول مرة في هذا الفيلم الذي لولا ظهور فاتن حمامه فيه لكان فيلماً عابراً كأفلام محمد عبد الوهاب مع أهمية هذه الأفلام.
وبعدما أصبحت فتاة ذات الخمسة عشر وقفت أمام الراود كبطلة لتصنع لنا ليس مجداً سينمائياً فحسب بل لتكون بطلة أيامنا الحلوه التي لاتزال تحيا علي تلك هذه الأيام أجيال و أجيال و تستنشق منها عبير هذه الأيام التي فقدناها و نتمني أن نعيش فيها ولو بضع دقائق
فاتن حمامه هي حالة خاصة في حياتنا فليست حالة فنية خاصة أو إستثنائية بل هي أجمل ما في الزمن الجميل الذي نتشدق بالحديث عنه ليل نهار ، فالكل عاش مع أيامها و أفلامها زمناً جميلاً بل و الكل تأثر بفاتن حمامه المرأة النموذج في كل شىء الأناقة مع البساطة الوجه الملائكي البرئ ، رنة صوتها التي تمتلىء بالثقافة و الذكاء وذكائها الفطري الذي نمتها و أصبح ذكاء فني إجتماعي.
فاتن حمامه هي تلك المرأة التي أجمع علي إحترامها الجميع قبل حبها فإحترام الجميع للمرأة أهم وأفضل من إجماعهم علي حبهم لها فالاحترام أحب و أفضل من الحب.
فاتن حمامه بطلته الهادئة الناعمة في سينما الأبيض و الأسود كانت أجمل ما في هذه السينما وحتي في أدوارها الأولي الفتاة البريئة المغلوب على أمرها الضحية كانت تعبر عن كل فتاة في هذا العصر الذي لم تكن فيه الفتاة أو المرأة بصفة عامة إلا تابعة لحكم الرجل أب كان أم زوج أم ظروف قاسية و كان مخرج الراوئع حسن الإمام هو أكثر من قدم فاتن حمامه بهذه الصورة في أفلام { اليتمتين و ظلموني الناس و كاس العذاب و أسرار الناس و زمن العجايب و أنا بنت ناس .... } وغيرها من الأفلام التي إتسمت بالمليوادراما.
وعندما تغيرت الأوضاع و إختلف المناخ العام رأيناه فاتن حمامه أخري فاتن حمامه بموهبتها و حضورها و ذكائها قدمت أدواراً تعبر عن المناخ الجديد أدوار تنادي بحرية المرأة و تحريرها من قسوة الظروف التي تعاني منها و كان أول هذه الأفلام { الأستاذة فاطمة } 1952 ثم سرعان ما رأينا فاتن حمامه تتغير مع كل فيلم تقدمه.
حتي أنها تعاملت مع كافة مدارس الإخراج المختلفة كصلاح أبو سيف و يوسف شاهين و كمال الشيخ وقدمت معهم أفلاما تعد علامات مضيئة في تاريخ الشاشة العربية.
وبعدما عشنا مع فاتن حمامه أدوار عديدة فتاة بريئة الوجه سليمة النية عشنا معها فتاة متمردة و إمرأة ناضجة وإمرأة صاحبة مبدأ وقضية في أفلام { الطريق المسدود و دعاء الكروان و نهر الحب والباب المفتوح و الحرام وإمبرطورية م و أريد حلاً و أفواه و أرانب و لا عزاء للسيدات }
عشنا أيام حلوه وزمن جميل مع هذه الحالة الخاصة في حياتنا لم تخذلنا مرة حتي عندما تقلص ظهورها علي الشاشة بل و أصبح ظهورها يكاد يكون معدوما كانت بجوارنا نتذكرها من خلال أفلامها فلا أتصور أن يمر يوماً واحداً دون عرض فيلم أو أكثر للسيدة لا فاتن حمامه علي أحدي شاشات الفضائيات العربية المختلفة ولا أتصور أن أحد أياً كان لا يحترم هذه المرأة حتي وإن لم تكن نجمته المفضلة، نصف قرن عطاء و إبداع و ثقافة و أيام حلوه و زمن جميل نترحم عليه وعلي أصحابه يومياً