السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

وسط تحذيرات من حرب "مدمرة".. عملية عسكرية للجيش الإثيوبي محدودة على إقليم "تيجراي"

الجمعة 06/نوفمبر/2020 - 03:47 م
عملية عسكرية محدودة
عملية عسكرية محدودة على منطقة تيغراي

أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد الجمعة أن العمليات العسكرية التي شنّتها قواته في منطقة تيجراي (شمال) أهدافها محدودة، في وقت تزداد الدعوات إلى البلاد لتجنّب ما قد يتحول إلى حرب مدمّرة.

وتحوّلت خلافات مستمرة منذ مدة طويلة إلى نزاع مسلّح هذا الأسبوع بين أديس أبابا وإقليم تيجراي، الذي حكم قادته البلاد عمليا على مدى عقود إلى أن وصل أبيي إلى السلطة.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى خفض فوري للتصعيد بينما تحدثت معلومات عن قصف عنيف وتحريك قوات، في هذه الأثناء، حذّر مراقبون من أن أي حرب بين الجيشين القويين ستكون دامية وسيطول أمدها.

أعلن أبيي الذي حاز جائزة نوبل للسلام العام الماضي أنه أمر بإطلاق عمليات عسكرية في تيغراي ردا على "هجوم" شنّه عناصر "جبهة تحرير شعب تيغراي" على معسكر للجيش في المنطقة، ونفت الجبهة وقوع الهجوم وتتهم أبيي باختلاق الرواية لتبرير نشر الجيش ضدها.

وكتب أبيي في تغريدة الجمعة "أهداف العمليات الجارية التي تنفّذها قوات الدفاع الفدرالية في شمال إثيوبيا واضحة ومحدودة ويمكن تحقيقها، وهي إعادة حكم القانون والنظام الدستوري وحماية حقوق الإثيوبيين في العيش بسلام أينما كانوا في البلاد".

جاءت تصريحات أبيي بعدما أعلن الجيش الأربعاء أن البلاد "دخلت في حرب لم تكن في الحسبان" ضد جبهة تحرير شعب تيجراي، وقال نائب رئيس أركان الجيش الإثيوبي برهان جولا الخميس "هذه حرب معيبة وعبثية".

بدوره، قال أبيي إن حكومته "حاولت بصبر على مدى شهور حل الخلافات سلميا مع قادة جبهة تحرير شعب تيجراي، لجأنا إلى الوساطات والمصالحة والحوار".

وأضاف "لكنها فشلت جميعها (المحاولات) بسبب العجرفة الإجرامية وتعنّت جبهة تحرير شعب تيجراي، وكان هجوم الجبهة على القيادة العسكرية الشمالية التي تتخذ في تيجراي مقرا القشة التي قصمت ظهر البعير".

من جهته، أفاد الناطق باسم وزارة الخارجية الإثيوبية دينا مفتي أن حكومة بلاده أوضحت للمجتمع الدولي أنه تم "استفزازها" للزج بها في الوضع الحالي.

وأضاف "رد فعلهم بالمجمل هو أنهم يريدون أن يعم السلام والاستقرار إثيوبيا وأن يتم حل هذه المسألة سريعا. يمكننا نوعا ما القول إنهم أعربوا عن تعاطفهم مع موقفنا".

وأفاد رئيس إقليم تيجراي دبرتسيون غبر ميكائيل الخميس أن المعارك تجري في غرب تيجراي وأن القوات الفدرالية تحشد عناصرها عن حدود منطقتي أمهرة وعفر المجاورتين.

ورجّح مصدر دبلوماسي وجود ضحايا من الجانبين بعد معارك عنيفة وقصف بالدفعية الخميس على طريق رئيسي يربط بين تيجراي وأمهرة، وقال عامل إغاثة طلب عدم الكشف عن هويته إنه تم إدخال 25 جنديا مصابا إلى مركز أمهرة الصحي الخميس، دون أن يوضح الجهة التي يقاتلون معها، وقُطعت الاتصالات عبر الهاتف والإنترنت عن تيغراي ما يجعل من محاولة التحقق من أي أرقام أمرا صعبا.

من جانبها، حذّرت مجموعة الأزمات الدولية من أنه ما لم يتوقف القتال فورا، فسيكون النزاع "مدمّرا لا للبلاد فحسب بل للقرن الإفريقي بأكمله".

وأشارت إلى أنه من شأن إطالة أمد القتال أن يجر إلى النزاع دولا أخرى كإريتريا، التي يعد رئيسها أسياس أفورقي مقرّبا من أبيي ومعاديا لجبهة تحرير شعب تيجراي التي كانت تحكم إثيوبيا عندما دخلت في حرب مع إريتريا.

ونظرا للقوة العسكرية لتيجراي حيث يقدّر عدد الجنود بنحو 250 ألفا، من شأن أي حرب أن تكون "طويلة ودامية" في ثاني بلدان إفريقيا من حيث عدد السكان، بحسب المجموعة، كما أنها قد تتسبب بمزيد من عدم الاستقرار في البلد المتعدد الأعراق والمقسّم إلى ولايات على أساس عرقي. 

وشهدت إثيوبيا أعمال عنف كثيرة على أساس عرقي في السنوات الأخيرة، وقالت مجموعة الأزمات إن "هناك حاجة لوساطة فورية ومنسقة محلية وإقليمية ودولية -- لتجنّب الدخول في أزمة أوسع".

وهيمنت جبهة تحرير شعب تيجراي على الحياة السياسية في إثيوبيا على مدى ثلاثة عقود قبل وصول أبيي إلى السلطة في 2018 على خلفية تظاهرات مناهضة للحكومة آنذاك.

وفي عهد أبيي، اشتكى قادة تيجراي من استهدافهم من دون وجه حق في إطار إجراءات قانونية تستهدف الفساد وإزالتهم من المناصب العليا واستخدامهم الواسع ككبش فداء في المشاكل التي تواجه البلاد، وأفادت مجموعة الأزمات الدولية أن اندلاع النزاع كان "مفاجئا لكنه متوقع" بعد أسابيع من التوتر.

وارتفعت حدة التوتر عندما أجرت تيجراي انتخاباتها بشكل أحادي في سبتمبر، بعدما قررت أديس أبابا تأجيل الاقتراع الوطني جرّاء فيروس كورونا المستجد.

ورفض كل طرف بعد ذلك الاعتراف بحكم الآخر وازدادت حدة السجال ليقول رئيس تيغراي لسكان المنطقة الاثنين إن عليهم الاستعداد للحرب، ما دفع البرلمان الفدرالي إلى السعي لتصنيف جبهة تحرير شعب تيغراي على أنها مجموعة إرهابية، وفرضت أديس أبابا حالة الطوارئ لستة أشهر في تيجراي.