الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

حزب الله اللبناني يتوعد بالقصاص العادل بعد تلقيه رسالة "البيجر" من إسرائيل

الأربعاء 18/سبتمبر/2024 - 02:09 م
البيجر
البيجر

على طريقة الأفلام الهوليوودية، تلقى حزب الله اللبناني ضربة ربما هي الأقوى منذ دخوله على خط المواجهة مع إسرائيل في 8 أكتوبر، دعما للحركات الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة، وذلك إثر انفجار أجهزة نداء تستخدمها عناصره (بيجر) بشكل منسق في أنحاء متفرقة بالبلاد، فيما وصف بأنها عملية اختراق كبيرة.

 

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 9 أشخاص وإصابة نحو 3 آلاف آخرين، بينهم العشرات حالتهم حرجة، عندما انفجرت تلك الأجهزة بشكل متزامن في حامليها والمحيطين بهم، لتسيطر الفوضى على المشهد ويصبح الهلع عنوانه العريض.

 

هجوم سيبراني نوعي أربك حسابات حزب الله اللبناني، الذي أصدر بيانين متتاليين، لم يأت في الأول على ذكر إسرائيل، لكنه حملها في الثاني المسؤولية عنه. وقال حزب الله في بيانه الثاني: "بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة والمعلومات المتوفرة حول الاعتداء الآثم... فإننا نحمل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي الذي طال المدنيين أيضا وأدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عدد كبير بجرح مختلفة".

 

وتوعد حزب الله، الذي أعلن مقتل ثمانية من عناصره في الهجوم، إسرائيل، قائلا إن "هذا العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب".

 

وبينما لم تعلن تل أبيب مسؤوليتها عن الهجوم، ذكرت شبكة (سي إن إن) الإخبارية الأمريكية أنها علمت أن إسرائيل ضالعة فيه، مشيرة إلى أنه "نتيجة لعملية مشتركة بين جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) والجيش الإسرائيلي".

 

وأوردت صحيفة نيويورك تايمز، نقلا عن مسؤولين أمريكيين وآخرين مطلعين على العملية، أن إسرائيل وضعت مواد متفجرة في شحنة من أكثر من 3 آلاف جهاز بيجر مصنوعة في تايوان، وتم توريدها إلى لبنان وكانت موجهة إلى حزب الله.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن حزب الله يستخدم هذه الأجهزة في التواصل منذ سنوات حتى لا يتعرض لعمليات اختراق أو يتم تعقب عناصره.

 

وقالت نيويورك تايمز إنه بينما لم تؤكد أو تنف تل أبيب مسؤوليتها عن الهجوم، إلا أنه "لدى إسرائيل تاريخ طويل من عمليات التخريب والاغتيال المعقدة ضد خصومها".

 

وزرعت المتفجرات بجوار البطارية في كل جهاز بيجر، وتم تركيب مفتاح للتفجير عن بُعد، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز. وانفجرت الأجهزة بشكل متزامن بعد تلقي رسالة ظهر الثلاثاء.

 

ومن بين قتلى الانفجارات نجل البرلماني اللبناني عن حزب الله علي عمار، بينما كان السفير الإيراني لدى بيروت مجتبي أماني من بين الجرحى، حيث أصيب في يديه ووجهه لدى انفجار الجهاز الذي كان بحوزته.

 

وأشارت الحكومة اللبنانية بأصابع الاتهام إلى إسرائيل، معربة عن إدانتها لـ"هذا العدوان الإسرائيلي الإجرامي الذي يشكل خرقا خطيرا للسيادة اللبنانية وإجراما موصوفا بكل المقاييس".

 

وشدد مجلس الوزراء اللبناني على أن الحكومة باشرت على الفور القيام بكل الاتصالات اللازمة مع الدول المعنية والأمم المتحدة لوضعها أمام مسؤولياتها حيال هذا "الإجرام المتمادي".

 

وربطت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية الهجوم بالتهديدات الإسرائيلية مؤخرا بتوسيع رقعة الحرب باتجاه لبنان "وتصلب المواقف الإسرائيلية الداعية إلى مزيد من سفك الدماء والدمار والخراب".

 

وبينما وصف وزير الإعلام اللبناني زياد المكاري ما حدث بأنه اعتداء على سيادة بلاده، ذكرت القناة الثانية عشرة الإسرائيلية أن ثمة تقديرات بأن حزب الله سيرد، في حين ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قدرت أن حزب الله كان يستعد لإطلاق عملية عسكرية ضد إسرائيل.

 

وفي حين نأت الولايات المتحدة بنفسها عن هذا الهجوم، قالت القناة الثانية عشرة الإسرائيلية إن واشنطن أوضحت للمسؤولين الإسرائيليين أنها لا تؤيد التصعيد "لكنها جاهزة لتؤدي مهمتها والتزامها في الدفاع عن إسرائيل".

 

ونقل موقع أكسيوس الأمريكي عن مسؤولين أمريكيين ، لم يسمهم، أن "إسرائيل لم تبلغ إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن مسبقا بعمليتها بشأن تفجير أجهزة استدعاء أعضاء حزب الله".

 

كما نقل الموقع عن مصدر وصفه بالمطلع أن "العملية تمت الموافقة عليها هذا الأسبوع في اجتماعات بين (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو وكبار أعضاء حكومته والقادة، وإسرائيل نفذت العملية لنقل قتالها ضد حزب الله إلى مرحلة جديدة مع السعي إلى عدم بلوغ حرب شاملة".

 

وكعادته في مثل هذه المواقف، كرر البيت الأبيض حديثه عن أن الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لحل الصراع.


تطور جاء بعد…


الخارجية الايرانية تدين تفجير المئات من أجهزة الاتصالات اللاسلكية في لبنان
طهران سبتمبر (د ب أ)- أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ناصر كنعاني، بشدة، تفجير المئات من أجهزة الاتصالات اللاسلكية (بيجر) في لبنان أمس الثلاثاء، معتبره "مثالا للابادة الجماعية".

ونقلت وكالة الجمهورية الاسلامية الايرانية للأنباء (إرنا) عن كنعاني قوله في تصريح له مساء الثلاثاء، إن "العملية الإرهابية التي جرت اليوم في لبنان تم تنفيذها كاستمرار للعمليات المركبة للكيان الصهيوني وعملائه المرتزقة، وهي تتعارض مع كافة المبادئ الأخلاقية والإنسانية والقانون الدولي، وخاصة القانون الدولي الإنساني، ويستوجب الملاحقة الجنائية الدولية والمحاكمة والعقاب".

وأضاف المتحدث باسم الخارجية الايرانية، أن "هذا العمل الإرهابي المركب، الذي هو في الواقع نوع من الابادة الجماعية، يثبت مرة أخرى بوضوح أن الكيان الصهيوني، بالإضافة إلى ارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، يعرّض السلم والأمن الاقليميين والدوليين لتهديد خطير".

وقال: "لذلك فإن مواجهة الأعمال الإرهابية ضد الكيان والتهديدات الناجمة عنها ضرورة واضحة ومن الضروري أن يتحرك المجتمع الدولي بسرعة لمواجهة إفلات المسؤولين الصهاينة المجرمين من العقاب".

وأعرب كنعاني عن تعاطفه وتضامنه "مع لبنان حكومة وشعبا ومقاومة ومع أسر الشهداء وجرحى هذه العملية الإرهابية"، متمنيا لجميع المصابين في هذا الحادث ومن بينهم السفير الايراني في لبنان، الشفاء العاجل، وشدد على أن بلاده مستعدة لتقديم أي نوع من المساعدة اللازمة للحكومة والشعب اللبناني.

ولقي تسعة أشخاص حتفهم وأصيب نحو 2800 آخرين في انفجارات منسقة أمس الثلاثاء، لأجهزة الاتصالات المحمولة "البيجر" في جميع أنحاء لبنان، استهدفت بشكل رئيسي أعضاء حزب الله الموالي لإيران.

ومن جانبه، حمل حزب الله إسرائيل المسؤولية عن الهجوم وتعهد بالرد، بينما لم تعلق إسرائيل على الحادث