مصر تشارك العالم الاحتفال بيوم القلب العالمي برعاية 3 وزارات
شاركت مصر ولأول مرة، من قلب العاصمة الإدارية، الاحتفال بيوم القلب العالمي، حيث تزين البرج الأيقوني باللون الأحمر، على مدار يومين احتفاء بهذا الحدث الكبير، ويعد الاحتفال بيوم القلب العالمي هذا العام حدثا استثنائيا لمشاركة القطاع الحكومي القطاع الخاص في تعزيز العمل الأهلي وخاصة في المجال الصحي، الذي يعد موضوعا رئيسيا ضمن مبادرة بداية.
وتضمنت الاحتفالات ماراثون جري كبيرًا، شارك فيه المئات، وعيادات ومعامل تحاليل متنقلة في إحدى المدارس الدولية بالعاصمة الإدارية، فضلا عن محاضرات توعوية لطرق إنعاش القلب الرئوي، وفقرات رياضية في السباحة والاسكواش، وانتهت الفعاليات بأمسية فنية كبيرة تفاعل معها الجميع.
أهمية الصحة القلبية وطرق الإنعاش القلبي الرئوي
أطلقت الجمعية المصرية الأفريقية لأبحاث وأمراض القلب، حملة "سبورتيفيا" كحملة رياضية طبية توعوية؛ تهدف لنشر الوعي حول أهمية الصحة القلبية وطرق الإنعاش القلبي الرئوي، وذلك تحت رعاية وزارات: الصحة، والشباب والرياضة، والإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، وبالتعاون مع شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية، ومجموعة مدارس ماونت الدولية بالعاصمة الإدارية الجديدة.
أقيمت الاحتفالية على مدار يومين، حيث شارك المئات في اليوم الأول، في ماراثون رياضي أطلقته حملة سبورتيفيا التابعة للجمعية المصرية الأفريقية لأمراض القلب، ضمن الاحتفالات بيوم القلب العالمي، بمشاركة عدد من الشخصيات البارزة في محاولة جدية لربط الصحة العامة بالرياضة، خاصة بعد انتشار حالات السكتة القلبية وبعض الأمراض النفسية، ومتلازمة القلب المنكسر.
وأُقيم الماراثون الرياضي في العاصمة الإدارية بالحي الحكومي، لتسليط الضوء على النهضة العمرانية، وكجزء من برنامج الجمعية المصرية الأفريقية لأمراض القلب التوعوي "سبورتيفيا"، الذي يهدف إلى تعزيز الوعي بأمراض القلب.
وشهدت الفعاليات حضور المهندس خالد عباس رئيس شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية والدكتور أحمد أشرف عيسى رئيس الجمعية المصرية الأفريقية لأبحاث وأمراض القلب، والدكتور رانيا علواني أمين عام حملة سبورتيفيا، والسيد ضياء عمر، رئيس مجلس إدارة مجموعة ماونت الدولية، والمهندس حسام عمر المدير التنفيذي لمدارس ماونت الدولية بالعاصمة الإدارية، وعدد كبير من الشخصيات البارزة في مجالي الصحة والرياضة، منهم الدكتور محب مجدي نائب رئيس الجمعية المصرية الأفريقية لأمراض القلب، والدكتور طارق الخولي أستاذ أمراض القلب بقصر العيني ورئيس الجمعية المصرية لإنعاش القلب الرئوي.
أعرب المهندس خالد عباس رئيس شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية عن سعادته لكون العاصمة الإدارية أصبحت الآن قبلة ومقصدًا لكل الفعاليات المهمة المحلية والدولية وذلك لما تمتلكه من مكونات ذكية ومستدامة بما فيها أحدث التكنولوجيات في العالم.
فضلا عن أهمية الاحتفال باليوم العالمي للقلب بهذا الشكل المميز يعيد للدولة مكانتها في رعاية أهم الحملات والمبادرات، خصوصا أن الاحتفال بيوم القلب العالمي هذا العام يعد شراكة قوية بين القطاع الحكومي، والقطاع الخاص في العمل الأهلي، ويظهر دور القطاع الخاص في تعزيز الرعاية الصحية والعمل الأهلي والمجتمعي بشكل جلي من خلال حجم والمساهمات التي توجه نحو تحسين الرعاية الصحية في مصر، وأيضا خصوصا بعد المواقف التي شهدتها الدولة مؤخرا من إصابات مفاجئة للاعبين والتي أحيانا تتطور إلى الوفاة، ولهذا السبب كان من المهم أن تكون هناك توعية بأمراض القلب، وعلى الأقل الإسعافات الأولية، ولهذا تبنت شركة العاصمة الإدارية هذا الحدث الكبير.
وتضمن اليوم الثاني الكثير من الفعاليات المهمة منها مشاركة المئات في الكشف من خلال العيادات المتنقلة، وأيضا معامل التحاليل التي أقيمت داخل مجموعة مدارس ماونت الدولية بالعاصمة الإدارية، فضلا عن العديد من المحاضرات عن طرق إنعاش القلب الرئوي، والتي ألقاها د. طارق الخولي أستاذ أمراض القلب بقصر العيني ورئيس الجمعية المصرية لإنعاش القلب الرئوي.. وبجانب بعض الفقرات الرياضية الكبيرة في السباحة والاسكواش والتي تفاعل معها الطلاب بشكل كبير، وانتهت فعاليات الاحتفال بيوم القلب العالمي بأمسية فنية كبيرة كان لها الأثر الايجابية وهدف حملة "سبورتيفيا" في ربط الصحة بالرياضة والفن.
وبدوره؛ قال الدكتور أحمد أشرف عيسى، رئيس الجمعية المصرية الأفريقية لأبحاث وأمراض القلب، إن أهمية هذه المناسبة الكبيرة والاحتفال بيوم القلب العالمي كان مختلفا، لمشاركة القطاعين الحكومي والخاص في العمل الأهلي الذي يخدم قطاعا عريضا من الجماهير، موجها الشكر لشركة العاصمة الإدارية والمهندس خالد عباس ومجلس إدارة مدارس ماونت الدولية والمهندس حسام عمر، وكل من شارك في فعاليات هذا الحدث الاستثنائي.. متحدثا عن أن دور القطاع الخاص في العمل الأهلي والمجتمعي يتزايد بسرعة في مصر، بفضل مبادرات المسؤولية الاجتماعية التي يتبناها القطاع الخاص، فقد أصبح للمجتمع المحلي نصيب كبير من التحسينات المدعومة والتي تؤكد أهمية تضافر الجهود بين القطاعين الحكومي والخاص والمجتمع الأهلي لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة التي يحتاجها الوطن.
وأشاد عيسى بنجاح الاحتفالية، مؤكدًا أهمية التوعية بأمراض القلب وضرورة اتباع أسلوب حياة صحي، كما أوضح أن هذا الحدث يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز صحة المواطنين، خاصة فئة الشباب والرياضيين، وأشار إلى أن مصر شهدت في السنوات الأخيرة إطلاق العديد من المبادرات الرئاسية الهادفة إلى تغيير الثقافة الصحية لدى المواطنين، مثل مبادرة 100 مليون صحة، والتي تستهدف الكشف المبكر عن الأمراض وعلاجها، ومبادرات أخرى تركز على التغذية الصحية وممارسة الرياضة، وهذه المبادرات تساهم بشكل كبير في رفع الوعي الصحي وتحسين نوعية الحياة للمواطنين، ومنها جاءت حملة سبورتيفيا التي أطلقتها الجمعية المصرية الأفريقية لأمراض القلب من أجل التوعية وتحسين صحة المواطن.
وقالت الدكتورة رانيا علواني أمين عام حملة سبورتيفيا: "إنني فخورة بالمشاركة في هذا الحدث الاستثنائي، وفي هذه الفعاليات الإيجابية التي تأتي تماشيًا مع رؤية الدولة وتوجيهات سيادة رئيس الجمهورية لتعزيز الصحة العامة وتشجيع اتباع أنماط حياة صحية، بالإضافة إلى رفع مستوى الوعي والتدريب في المجتمع المدني حول كيفية التعامل مع حالات توقف القلب المفاجئ، وتوفير الأدوات والإمكانات اللازمة في المنشآت العامة والحكومية لضمان جاهزيتها الفعّالة للتعامل مع حالات الطوارئ الصحية، وكذلك التركيز على أهمية التوعية الخاصة بالرياضيين تجاه المخاطر الصحية التي قد تواجههم في الملاعب، مع الحرص على تنظيم دورات تدريبية في الإنعاش القلبي الرئوي، لأن الأهم هو التوعية وتطبيقها على أرض الواقع".
ومن جانبهما، أكد السيد ضياء عمر، رئيس مجلس إدارة مجموعة ماونت الدولية، والمهندس حسام عمر، المدير التنفيذي لمدارس ماونت الدولية بالعاصمة الإدارية، ومنظم فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للقلب، أن هذه الاحتفالية تمثل نقلة نوعية لرفع الوعي بأمراض القلب وتشجيع الجميع على اتباع نمط حياة صحي، بما في ذلك الرياضيون الذين يحتاجون إلى أن يكونوا على دراية بالمخاطر التي يواجهونها.
شركة العاصمة الإدارية
موجهين الشكر إلى شركة العاصمة الإدارية التي توجه دعما لا محدود برعاية المهندس خالد عباس، وأعربا عن سعادتهما باختيار مدارس ماونت الدولية لتنظيم هذا الحدث الاستثنائي خاصة من قلب العاصمة الإدارية، والذي يؤكد على إبراز النهضة الحضارية والعمرانية والصحية للدولة، فضلا عن أن دور القطاع الخاص في العمل الأهلي والمجتمعي في القطاع الصحي يعد من الركائز الأساسية لدعم المنظومة الصحية وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، في ظل التحديات التي تواجه النظام الصحي العام، ويساهم القطاع الخاص بشكل ملحوظ من خلال مبادرات المسؤولية الاجتماعية والشراكات المجتمعية التي تستهدف تحسين الرعاية الصحية وزيادة الوعي الصحي.
وقال الدكتور طارق الخولي أستاذ أمراض القلب بقصر العيني ورئيس الجمعية المصرية لإنعاش القلب الرئوي: "يسعدني المشاركة في هذا الحدث الهام لتعزيز الوعي بأمراض القلب وتوفير الرعاية الصحية اللازمة للمرضى، فنحن نؤمن بأن التعاون بين الخبراء والمسؤولين الحكوميين والقطاع الخاص للعمل الأهلي هو مفتاح مواجهة التحديات الصحية".
وأكد الخولي أن أمراض القلب تعد القاتل الرئيس بنسبة وفيات تتعدى الـ40%، فوفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية، تُسجل أكثر من 400,000 حالة وفاة سنويًا بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية في مصر، مما يجعلها السبب الرئيسي للوفاة في البلاد، والدولة لا تألو جهدا في هذا الجانب، فخلال عام 2023، أُجريت نحو 30,000 عملية جراحية للقلب في المستشفيات الحكومية والخاصة في مصر، بما في ذلك عمليات قلب مفتوح وقسطرة قلبية، من بين هذه العمليات تم إجراء 10,000 عملية قلب مفتوح، بينما تم إجراء 20,000 عملية قسطرة، التي تُعتبر أقل توغلًا وتستخدم بشكل متزايد في علاج العديد من حالات القلب.. ولهذا أصررت على الحضور للمشاركة في التوعية المجتمعية بهذا القاتل، والتدريب على التعامل مع حالات توقف القلب المفاجئ والإنعاش الرئوي.. مسلطا الضوء على متلازمة القلب المنكسر، والتي اشتدت خطورتها مؤخرا.
وأعرب عن سعادته بالتجاوب الكبير من المتدربين خلال المحاضرات التي ألقاها ضمن فعاليات الاحتفال بيوم القلب العالمي.
وتحدث الدكتور محب مجدي، نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية الأفريقية لأمراض القلب مشاركة القطاع الحكومي مع القطاع الخاص، الذي يعد دورًا محوريًا في دعم العمل الأهلي والمجتمعي، إذ لم يعد القطاع الخاص دوره مقتصرًا على تحقيق الأرباح والنمو الاقتصادي فقط، بل امتد ليشمل المسؤولية الاجتماعية التي تسهم في تحسين الحياة في المجتمعات المحيطة به، من خلال مبادرات المسؤولية المجتمعية.
تحقيق تنمية مستدامة
وهذا التوجه يعزز من تكامل الجهود بين القطاع الخاص والمجتمع المدني لتحقيق تنمية مستدامة تخدم الجميع وتساهم في رفع مستوى المعيشة، خاصة أن الدولة تبذل قصارى جهدها لدعم جميع الجهات المعنية برفع مستوى الرعاية الطبية سواء للمواطنين أو الرياضيين، وذلك انطلاقا من إيماننا بأهمية الصحة كركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة.