لمدى قدرة حزبه.. زعيم المحافظين في ألمانيا يضع حدودا للتعاون مع حزب شعبوي
وضع زعيم المحافظين في ألمانيا حدودا واضحة لمدى قدرة حزبه على تعاون محتمل مع حزب "تحالف سارا فاجنكنشت" الشعبوي المُشكَّل حديثا.
وكان زعيم الحزب الديمقراطي المسيحي، فريدريش ميرتس، يتحدث في برنامج على محطة "إيه آر دي" التلفزيونية، في إشارة إلى محادثات تشكيل ائتلافات حاكمة في ثلاث ولايات في شرق ألمانيا، والتي حقق فيها حزبه وحزب "تحالف سارا فاجنكنشت" أداء جيدا.
وقال ميرتس في تصريحات لـ"إيه آر دي": "على السيدة فاجنكنشت أن تقبل أن هناك قرارات لا رجعة فيها"، موضحا أن أحد هذه القرارات هو "الالتزام تجاه الغرب، أي العضوية في حلف شمال الأطلسي (الناتو)"، وقال: "لن نسمح للسيدة فاجنكنشت بالتشكيك في ذلك".
وعلى الرغم من أن المفاوضات في ولايات تورينجن وبراندنبورج وسكسونيا من المفترض أن تركز في الأساس على القضايا الإقليمية التي تخص كل ولاية، فإن البرنامج العام للأحزاب حول القضايا الرئيسية، مثل الأمن القومي، يتم تحديده على المستوى الاتحادي. ويتفاوض الحزب المسيحي الديمقراطي مع "تحالف سارا فاجنكنشت" في ولايتي تورينجن وسكسونيا، لكن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، المنتمي إليه المستشار أولاف شولتس، فاز في الانتخابات في براندنبورج، وهو بالتالي الشريك الرئيسي في المفاوضات هناك.
الحزب المسيحي الديمقراطي
ويهدف الحزب المسيحي الديمقراطي والأحزاب الأخرى التي تتفاوض مع حزب "تحالف سارا فاجنكنشت" إلى تشكيل حكومات دون الاضطرار إلى إشراك حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف فيها.
وفي ولاية تورينجن، فاز حزب "البديل من أجل ألمانيا" بأكبر عدد من الأصوات، ولكن بموجب النظام الألماني، إذا فشل حزب ما في الحصول على الأغلبية، فيجب عليه الدخول في ائتلاف مع أحزاب أخرى لتشكيل الحكومة. وحتى الآن لا يوجد أي حزب مستعد للتعاون مع حزب البديل من أجل ألمانيا.
ويجعل "تحالف سارا فاجنكنشت" الأمر صعبا بالنسبة للحزب المسيحي الديمقراطي، خاصة في ظل مواقف السياسة الخارجية غير المقبولة من وجهة نظر الأخير. ويعارض "تحالف سارا فاجنكنشت" نشر صواريخ أمريكية متوسطة المدى في ألمانيا، كما يعارض إرسال مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا.
وفي وقت سابق، طالب الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري بعبارات بعضها اتسم بالشدة بتقييد صارم لحركة الهجرة القادمة إلى ألمانيا من خلال تحديد سقف لعدد طلبات اللجوء بحيث يقل بشكل ملحوظ عن 100 ألف طلب سنويا.
عدد طلبات اللجوء
يذكر أن عدد طلبات اللجوء التي تم تسجيلها في ألمانيا في العام الماضي تجاوزت 300 ألف طلب.
ويشكل الحزب المسيحي البافاري بزعامة ماركوس زودر، مع شقيقه الأكبر الحزب المسيحي الديمقراطي، ما يعرف بالاتحاد المسيحي الذي يتزعم المعارضة على المستوى الاتحادي في ألمانيا.
وجاء في مسودة طلب رئيسي من المقرر تقديمها لمؤتمر الحزب المسيحي البافاري الذي سيُعْقَد مطلع الأسبوع المقبل، القول:" فرض قيود صارمة على الهجرة ضرورة ملحة، لهذا السبب يجب تخفيض عدد طلبات اللجوء بشكل إجمالي إلى ما يقل كثيرا عن 100 ألف طلب سنويا"، كما شددت المسودة على الحاجة إلى إجراء إصلاح جذري لقانون اللجوء وإحداث "تحول حقيقي" في سياسة الهجرة، دون فرض قيود على الأفكار في هذا الشأن.