باحث: حكومة الاحتلال الإسرائيلي لا تريد صفقة تبادل أسرى
أكد محمد دراغمة، الكاتب والباحث السياسي، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي لا تريد صفقة تبادل أسرى مع المقاومة الفلسطينية، وأن كل ما كان يفعله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هو فقط لإعطاء انطباع بأنه يريد صفقة تبادل أسرى، من أجل احتواء الضغوطات الإسرائيلية الداخلية، من خلال التظاهرات في الشوارع، واحتواء الموقف الأمريكي الذي يضغط باتجاه صفقة تبادل أسرى مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
الفصائل الفلسطينية
مضيفا خلال مداخلة مع الإعلامي أحمد بشتو، عبر شاشة قناة «القاهرة الإخبارية»، أن المقترح الذي وافقت عليه الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، الذي عبرت عنه الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال قرار مجلس الأمن الدولي، هو في الأصل مقترح إسرائيلي، لكن بنيامين نتنياهو تنصل من هذا المقترح، ومن ثم طرح 6 شروط جديدة نسفت كل المفاوضات.
وتابع: «في ظل تمسك بنيامين نتنياهو بهذه الشروط، لن يكون هناك مفاوضات، وقبل يومين عندما صوت المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية في إسرائيل (كابينت) الإسرائيلي على توصية نتنياهو، بضرورة بقاء جيش الاحتلال الإسرائيلي في ممر فيلادلفيا، وهو بمثابة الضربة القاضية لمفاوضات صفقة تبادل الأسرى، وهذا بحسب أقوال إسرائيلية».
كما علق الدكتور يحيى قاعود، الباحث في الشؤون الإسرائيلية، على ما يحدث في إسرائيل الآن هو خلط أوراق، لافتًا إلى أنه أشار قبل ذلك أنه لا يوجد أي تحرك في الاقتصاد الإسرائيلي لعدم وجود تحرك داخلي وفاتورة الحرب مدفوعة من قبل الغرب والولايات المتحدة الأمريكية.
وقال قاعود، خلال مداخلة على قناة «القاهرة الإخبارية»، مع الإعلامية داليا أبو عميرة، إن إعلان الإضراب من قبل نقابة العمال في إسرائيل هو تغير ملموس وحقيقي في الداخل الإسرائيلي، وقطاع السياحة هو الأكثر تضررًا ومن ثم القطاعات الأخرى، لافتًا إلى أن العمال غدًا لن يتحركوا إلى المصانع وأعمالهم التجارية وعجلة الاقتصاد بشكل كامل في إسرائيل.
حرب في إسرائيل
وأضاف: «كل هذا يؤدي إلى نكسة حتى لو لم يكن هناك حرب في إسرائيل، وإضراب نقابة العمال وحده في الداخل الإسرائيلي كافي للتأثير على سياسات الحكومة وربما يسقطها، ومن يتحدث باسم العاملين في إسرائيل يقول إن الصفقة وتعطيلها هو موقف سياسي وليس أمني أو أي أمر آخر، فنتنياهو هو من يتحمل بجانب إئتلافه الحكومي هذه الأوضاع في الداخل الإسرائيلي».
وأوضح عائلات المحتجزين الإسرائيليين أن أكثر من 300 ألف متظاهر يشاركون في الاحتجاجات المطالبة بصفقة تبادل، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية، في نبأ عاجل.
مظاهرات البيت الأبيض
وفي السياق ذاته؛ تظاهر مجموعة من الإسرائيليين أمام البيت الأبيض في واشنطن للمطالبة بالإفراج عن الرهائن، وطالب المتظاهرون بتوقيع اتفاق فورا بهذا الصدد، وفقا لما ذكرته صحيفة يديعوت أحرونوت على موقعها على الإنترنت (واي نت).
كما نظم بعض المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين احتجاجا على الجانب الآخر.
وأوضح وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، أن الإضراب المقرر غدا غير قانوني ومن سيشارك فيه لن يحصل على أجره، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية، في نبأ عاجل.
أوضحت رتيبة النتشة، عضو هيئة العمل الوطني الفلسطيني، أن الزيارات المتكررة ليست لوزير الخارجية الأمريكي للمنطقة، ولكن هناك محادثات واضحة تؤكد أن هناك حرب أهلية إسرائيلية تلوح في الأفق.
المجتمع الإسرائيلي
وقالت خلال برنامج "مطروح للنقاش"، وتقدمه الإعلامية داليا أبو عميرة، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، إن واشنطن تدرك أن فشل مفاوضات غزة يفتح الباب أمام حرب إقليمية، لافتة إلى أن فشلها أيضا يعني أن المجتمع الإسرائيلي قد يتوجه إلى حرب أهلية لأن هناك غليان داخل الشارع الإسرائيلي.
ولفتت: "نحن نرى نتنياهو الآن يدير ظهره لما تراه واشنطن، ولا يريد من واشنطن سوى الدفاع المطلق عما تفعله إسرائيل، وكان خطابه في الكونجرس الأمريكي يؤكد ذلك".
مشيرة إلى استمرار الاحتلال في مخططه بشأن تفريغ الضفة الغربية وإنشاء المزيد من المستوطنات ضمن الخطة الاستراتيجية التي تمتلكها حكومة بنيامين نتنياهو منذ توليها الحكم.
الحكومة الإسرائيلية
واستكملت، أن الحكومة الإسرائيلية تريد تأمين المستوطنين من خلال أمرين، هما: تخفيف عدد السُكان الفلسطينيين في الضفة الغربية قدر الإمكان بتهجيرهم قسرا وإنهاء وجود مخيمات اللجوء الفلسطينية باعتبار أنها قد تكون حاضنة للمقاومة، فضلا عن تسليح المستوطنين لمهاجمة القرى بالضفة الغربية.
وكشفت وسائل إعلام أمريكية إن بيان لعائلات محتجزين أمريكيين بغزة طالب نتنياهو بإبرام صفقة مع حماس وإعادة ذويهم، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية، في نبأ عاجل.
وفي وقت سابق؛ أوضح الدكتور أحمد رفيق عوض، رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية، أن دعوة نقابة الهستدروت للإضراب قد تكون خطوة مهمة نحو انتفاضة داخلية ضد حكومة بنيامين نتنياهو، وربما تؤدي إلى إسقاطها، مشيرًا إلى أن المجتمع الإسرائيلي أصبح يمينيًا بدرجة كبيرة، خاصة بعد أحداث 7 أكتوبر، حيث زادت نسبة تأييد نتنياهو وسياساته، على الرغم من وجود معارضة ضعيفة.
وأشار خلال مداخلة لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن الحراك الحالي قد يؤدي إلى تسوية داخلية تضعف نتنياهو أكثر من أي ضغوط خارجية، مشيرًا إلى أن إسرائيل تعتمد بشكل أساسي على تسويات داخلية لحل أزماتها السياسية، مؤكدًا أن المجتمع الإسرائيلي يعاني من انقسام بين تيارين؛ أحدهما يدعم نتنياهو والحرب، والآخر يعارض استمرارها ويرغب في وقفها وتغيير الحكومة.
ولفت أن إسرائيل تعيش أزمة سياسية عميقة، وأن منظومة الحكم، المعارضة، والجمهور الإسرائيلي كله في حالة ارتباك؛ نتيجة عدم اعتراف إسرائيل باحتلالها الأراضي الفلسطينية وحرمان شعب آخر من حريته.
نقابة العمال الإسرائيلية
مؤكدا على أن نقابة العمال الإسرائيلية "الهستدروت"، فقدت زخمها اليساري منذ التسعينيات، وأصبحت اليوم تمثل مصالح الشركات ورؤوس الأموال، ولم تعد تحمل رؤية واضحة كتلك التي كانت تمتلكها في الماضي، ومع ذلك التحالف بين الهستدروت والمعارضة وأطراف أخرى قد يدفع نتنياهو للبحث عن شراكات جديدة أو حتى الذهاب إلى انتخابات جديدة إذا استمر في رفض الاستقالة.
وفي وقت سابق؛ أكد الدكتور علي الأعور، خبير الشؤون الإسرائيلية، أن هناك متغيرات في داخل الشارع الإسرائيلي، فقد عثر جيش الاحتلال على 6 جثامين من الأسرى الإسرائيليين وسمح بنشر أسمائهم وصورهم، وهذا يعني أن إسرائيل تعيش صورة سوداء في تاريخها بسبب تعنت نتنياهو.
وأضاف الأعور، خلال مداخلة هاتفية على فضائية «القاهرة الإخبارية»، أن نتنياهو يرفض توقيع صفقة تبادل الأسرى، وأصبح مكشوف ومعروف للجمهور الإسرائيلي ولإدارة بايدن أنه هو السبب في تعطيل صفقة تبادل الأسرى، لافتًا إلى أن المؤسسة الأمنية دخلت في انقسام كامل مع نتنياهو، حيث طالب يوآف جالانت بالانسحاب الكامل من معبر فيلاديلفيا وانسحاب كامل للجيش من قطاع غزة.