هاريس تتعهد بأن تمثل كل الأمريكيين بعد تصريح بايدن بشأن أنصار ترامب
قالت نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية لخوض الانتخابات الرئاسية كامالا هاريس، إنها لا توافق على "أي انتقاد للأشخاص بناءً على هوية من يصوتون له"، وذلك في رد فعل على إشارة الرئيس جو بايدن إلى أنصار منافسها الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب، بأنهم "قمامة".
كامالا هاريس
وقالت هاريس : "سوف أمثل جميع الأمريكيين، بما في ذلك أولئك الذين لا يصوتون لصالحي". وأدلت هاريس، بهذا التعليق للصحفيين بينما كانت تستعد لحملتها الانتخابية في ثلاث ولايات".
ويأتي تصريح نائبة الرئيس في محاولة لتخفيف حدة الجدل بشأن خطاب بايدن قبل أقل من أسبوع على ختام الحملات الانتخابية.
كان بايدن انتقد تجمع ترامب الأخير في ماديسون سكوير جاردن، حيث وصف ممثل كوميدي بورتوريكو بأنها "جزيرة قمامة".
وقال بايدن "القمامة الوحيدة التي أراها عائمة هي أنصاره".
وفي سياق متصل، يرى المحلل الأمريكي بوبي إينمان أنه في الوقت الذي تواجه فيه الديمقرطية الأمريكية تحديات من الداخل، فإن التصويت لصالح المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية كامالا هاريس يعد أمرا مهما للغاية للأمن القومي والوحدة. وتشير لغة منافسها الجمهوري دونالد ترامب المثيرة للانقسام وإعجابه بقادة مستبدين وتجاهله للمبادئ الديمقراطية إلى تحول مثير للقلق بعيدا عن الديمقراطية.
وقال المحلل الأمريكي بوبي إينمان مدير وكالة الأمن القومي ونائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الأسبق في تحليل نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية إن التصويت لصالح هاريس ضروري للأمن القومي، حيث تقف أمريكا عند مفترق طرق محوري. ويضيف إبنمان "فقد أثارت أفعال وخطابة الرئيس السابق دونالد ترامب انزعاج الكثيرين الذين يشعرون بقلق عميق بشأن مستقبل ديمقراطيتنا. ويشكل أسلوبه في وصف المنافسين بأنهم "العدو الداخلي" تهديدا مباشرا للقيم الأساسية لأمتنا.
وتقوض هذه اللغة المثيرة للانقسام الوحدة وتؤدي إلى تآكل الثقة وتعزز العداوة"، ليكرر بذلك الأوقات التي استغل فيها القادة الخوف من أجل الاحتفاظ بالسلطة على حساب المبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان.
ورأى إينمان إن العلامة المزعجة بشكل خاص هي استخدامه للغة مهينة مع منافسيه. إن الإشارة إلى خصومه بعبارات مهينة والتهديد بأفعال عدوانية "لاستئصال" الأعداء تذكرنا بالأنظمة التي سمحت بأن يبرر مثل هذا الخطاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان... فالإهانة تمهد الطريق لتآكل الحريات المدنية وتطبيع الممارسات الاستبدادية.
وأشار إينمان إلى أن إعجاب ترامب بقادة مستبدين يؤكد بشكل إضافي هذا الخطر. وتثير إشادته بشخصيات مثل الرئيس الروسي فلادمير بوتين والرئيس الكوري الشمالي كيم جونج اون تساؤلات جادة بشأن التزامه بالمبادئ الديمقراطية. ومن خلال الإعراب عن الحسد للسلطات غير المقيدة للزعماء المستبدين، فإنه يكشف عن تطلعاته الاستبدادية التي تدل عليها أقواله وأفعاله.
وقال إينمان إن أحداث يوم السادس من يناير2021، تسلط الضوء على إلى أي مدى يمكن أن يذهب للاحتفاظ بالسلطة. إن التمرد في مبنى الكابيتول الأمريكي كان بعد أشهر من المزاعم الكاذبة بشأن الانتخابات التي تعرضت للسرقة. وتؤكد تصرفات الجنرال مارك ميلي لمنع إساءة الاستخدام المحتملة للقوة العسكرية خلال فترة رئاسته مدى خطورة التهديد.
ويرى إينمان أن تجاهل ترامب للدستور يمتد إلى الهجمات على الصحافة الحرة والقضاء والعملية الانتخابية. إن وصف وسائل الإعلام بأنها "عدو للشعب" يقوض ركيزة أساسية للمجتمع الحر، في حين أن محاولات نزع الشرعية عن القضاة تهدد استقلال القضاء. و"من خلال زرع الشك في نزاهة الانتخابات، فإنه يقوض أساس نظامنا الديمقراطي".
وأكد إينمان أن البعض قد يرى أن سياساته عززت الاقتصاد أو زادت قوة الدولة، إلا أن أي مكاسب قصيرة المدى تطغي عليها الأضرار طويلة المدى للنزعات الاستبدادية. كما أن الازدهار الاقتصادي لا يعني شيئا إذا تم تفكيك الإطار الديمقراطي.