"معلومات الوزراء" يرصد تقرير "الأونكتاد" حول المعادن الحيوية في القارة السمراء
انطلاقاً من سعى مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، نحو رصد ودراسة وتحليل مختلف التقارير الدولية المتعلقة بالقارة الأفريقية باعتبارها امتداداً جغرافياً وطبيعياً لمحيط مصر الإقليمي، سلط مركز المعلومات الضوء على أحدث التقارير الدولية التي تتناول المعادن الحيوية في القارة الإفريقية، حيث أشار للتقرير الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "الأونكتاد" في هذا الصدد، والذي يوضح أن الثروة المعدنية الوفيرة في القارة تمثل فرصة لتعزيز الإيرادات للحكومات وتمويل التنمية وتحسين مستويات المعيشة.
أوضح التقرير أن الرواسب الهائلة في إفريقيا من المعادن الحيوية اللازمة لتحول الطاقة العالمية، مثل الكوبالت والنحاس والليثيوم، يمكن أن تدعم مستقبل الطاقة المستدامة، حيث أن الكوبالت والمنجنيز والجرافيت والليثيوم ليست مجرد عناصر في الجدول الدوري فحسب، بل يمكن أن تكون بمثابة اللبنات الأساسية لعصر جديد - لتزويد المنازل بالطاقة وقيادة السيارات، وغيرها من العمليات اليومية، علاوة على ذلك، فإنها تعد بمثابة محفزات للثورة الخضراء التي يمكنها انتشال الملايين من الفقر وجعل العالم أكثر عدالة.
أشار التقرير إلى أنه ضرورة تبني نموذجًا جديدًا يعطي الأولوية لتعزيز القيمة المضافة من الموارد المحلية، وتحقيق التكامل الإقليمي، وتمكين المجتمعات المحلية، وقد وأشار مركز المعلومات أنه بحسب التقرير، فإن تعزيز القيمة المضافة للمعادن الحيوية في إفريقيا يمكن أن يجعل القارة مركزًا تنافسيًّا للتصنيع الأخضر، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تسريع نشر الطاقة المتجددة وكهربة أنظمة النقل في القارة، وتوفير فرص عمل لائقة وجعل إفريقيا مركزًا تنافسيًّا للتصنيع الأخضر.
ودعا التقرير إلى العدالة والمساواة في كيفية تسخير المعادن في تحول الطاقة العالمي والدفع نحو التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن طفرة التعدين التي لا تحقق فوائد للجميع في جميع أنحاء المجتمع، سوف تعيد العالم إلى الخلف مرة أخرى.
وقد شدد التقرير على أن تسخير المعادن الحيوية لتحقيق التنمية المستدامة في إفريقيا سيتطلب نهجًا مختلفًا واستراتيجيًّا في صنع السياسات لوضع القارة كقطب جديد للنمو العالمي، وبالإضافة إلى مزيج السياسات الصحيح، فإن الأمر يتطلب أيضًا هيكلًا وأنظمة دولية عادلة، خاصة فيما يتعلق باللوائح والقواعد.
وأضاف التقرير أن إفريقيا تعد موطنًا لاحتياطيات كبيرة من المعادن الحيوية اللازمة لتحول الطاقة في العالم، حيث تمتلك حوالي 55% من الكوبالت، و47.65% من المنجنيز، و21.6% من الجرافيت الطبيعي، و5.9% من النحاس، و5.6% من النيكل، و1% من الليثيوم، و0.6% من الحديد الخام على مستوى العالم.
أوضح التقرير في ختامه أنه على الرغم من الاحتياطيات الكبيرة من المعادن الحيوية في إفريقيا، فإن القارة لم تغتنم بعد الفرص بالكامل التي توفرها ثرواتها من الموارد الطبيعية، وتشير التقديرات إلى أن البلدان الإفريقية لا تولد سوى نحو 40% من الإيرادات التي يمكنها تحصيلها من هذه الموارد، وفي ظل الأزمات العالمية الحالية، والحيز المالي المحدود، والنمو البطيء، تحتاج البلدان الإفريقية إلى تعظيم الفوائد المالية والإنمائية لهذه الموارد.