المقاومة تفجّر دبابات الاحتلال في تل الهوا.. وتستهدف تمركزًا لجنوده وآلياته في "نتساريم"
فجّرت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، صاروخاً من مخلّفات قوات الاحتلال في دبابتين إسرائيليتين من نوع "ميركافا"، في حي تل الهوا، جنوبي غربي مدينة غزة.
وفي التفاصيل التي نقلها المجاهدون بعد عودتهم من خطوط القتال، الإثنين، فكان حول الدبابتين عدد من الجنود الإسرائيليين، وقعوا بين قتيل ومصاب بعد الاستهداف.
بدورها، استهدفت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تمركزاً لجنود الاحتلال وآلياته على خط الإمداد في محور "نتساريم"، جنوبي غربي مدينة غزة، وذلك بقذائف "الهاون".
وتُضاف هاتان العمليتان إلى أخرى نفّذتها المقاومة في قطاع غزة ضدّ القوات الإسرائيلية ضمن التصدي المتواصل لـ"جيش" الاحتلال في ملحمة "طوفان الأقصى".
أما جنوبي القطاع، فشهد مخيم يبنا في رفح اشتباكاتٍ محتدمةً ومعارك ضارية، وصلت أصواتها إلى مدينة خان يونس، كما نقل مراسل الميادين.
وتحدّثت مواقع إخبارية فلسطينية، الإثنين، عن إطلاق رشقاتٍ صاروخية من قطاع غزة نحو مستوطنات الغلاف، بينما أوردت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ صفارات الإنذار دوّت في موقع "كرم أبو سالم".
بالتوازي مع ذلك، ذكر إعلام إسرائيلي أنّ مروحيةً هبطت في مستشفى "عين كارم"، وعلى متنها جنود مصابون من المعارك الدائرة في القطاع.
وبينما تتفاقم المشكلات التي يعانيها "جيش" الاحتلال، بعد نحو 10 أشهر من الحرب التي لم تحقّق أياً من أهدافها المعلَنة، قال إعلام إسرائيلي إنّ "كثيراً من القادة والجنود في الوحدة الـ8200 الاستخبارية يتحدّثون عن وجود أجواء شلل مع شكوك بمسؤولين وتبادل للاتهامات".
وأضافت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ ثمة "إحباطاً في الجيش بسبب التحقيق في إخفاقات الحرب".
الاحتلال متخوّف من إعلان المرحلة الثالثة من الحرب
هذا الإحباط "دلّ عليه تخوّف الاحتلال الإسرائيلي من إعلان بدء المرحلة الثالثة من الحرب (رسمياً)"، بحسب ما أكده الخبير في شؤون المقاومة الفلسطينية، هاني الدالي، في حديثه إلى الميادين.
وأضاف الدالي أنّ هذا التخوّف الإسرائيلي دليل أيضاً على "عدم ثقة الاحتلال بإمكان تحقيق الأهداف التي يتوخّاها من الحرب، وذلك بعد فشله في تحقيق أهداف المرحلتين الأولى والثانية".
ورأى أنّ الاحتلال "يحاول أن يكسب الوقت قبل إعلان المرحلة الثالثة"، موضحاً أنّ دخولها قد تمّ عملياً، وخصوصاً في شمالي قطاع غزة وبعض المناطق الأخرى، وهذا "واضح من خلال العمليات والاستهدافات المركزة"، وفقاً له.
إلى جانب ذلك، أكد الدالي في حديثه إلى الميادين أنّ عمليات الانسحاب التي نفّذتها قوات الاحتلال "جاءت بعد فشله في تحقيق الأهداف التي وضعها، سواء أتعلقت بإضعاف المقاومة، أم القضاء على الكتائب المقاتِلة، أم إعادة جثث أسرى إسرائيليين".
في هذا الإطار، شدّد الخبير في شؤون المقاومة الفلسيطينية، و"بحسب معلومات ميدانية"، على أنّ الانسحاب كان "نتيجة التعثّر الإسرائيلي في تحقيق الأهداف".
وتابع: "ما قام به الاحتلال كان هروباً من الميدان لا انسحاباً، لأنّه ترك وراءه آلياته وأدواته العسكرية".
بالتوازي مع مواصلة المقاومة تكبيد "جيش" الاحتلال الخسائر الفادحة، حيث أقرّ بأنّه "يعاني نقصاً كبيراً في الدبابات بعد استهدافها في قطاع غزة"، يستمر الإعلام الحربي في توثيق العمليات النوعية، ويبثّ مشاهد تثبت أنّ الخسائر الإسرائيلية أكبر كثيراً مما هو معلن، وأنّ المقاومة لا تزال تحتفظ بقدراتها.
ومن المشاهد ما نشره الإعلام الحربي لسرايا القدس، الإثنين، وهي تظهر مجاهدين في أنفاق، يستهدفون جنود الاحتلال وآلياته في رفح، بقذائف "الهاون".
لدى تعليقه على هذه المشاهد، أكد الدالي أنّها تثبت أنّ "المرحلتين الأولى والثانية فشلتا بشكل كبير جداً، لأنّ الأنفاق، وهي أهم الأدوات التي تستخدمها المقاومة الفلسطينية، وأهم وسائل الدعم القتالي للاستمرار في المعركة، لا تزال سليمةً".
إلى جانب الإنفاق، يظهر في الفيديو سلاح آخر هو "الهاون"، وهو "سلاح مهم تستخدمه المقاومة في ضربها تجمعات قوات الاحتلال"، كما أضاف الدالي في حديثه إلى الميادين.
و"أن تظهر الأنفاق سليمةً من سرايا القدس، لا من كتائب القسّام وحدها، يؤكد أنّ الأجنحة العسكرية الأخرى لفصائل المقاومة الفلسطينية لا تزال تمتلك أيضاً منظوماتها التسليحية ومنظومات الأنفاق والعمل والسيطرة"، بحسب ما أضاف.
ووفقاً لها، فإنّ هذا "يؤكد أنّ المقاومة استطاعت أن تتجاوز المرحلتين الأولى والثانية، بحيث استطاعت الاستمرار والتحرك بليونة في الميدان"، ما يعني أنّ "لديها القدرة على الاستمرار في هذه المعركة، والتكيّف مع المستجدّات فيها".