الجمعة 20 سبتمبر 2024 الموافق 17 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
فن وثقافة

فنانة إماراتية: التشكيليون العرب محل تقدير بالمحافل الفنية العالمية

الإثنين 05/أغسطس/2024 - 01:11 م
الفنانة ميره القاسم
الفنانة ميره القاسم

قالت الفنانة التشكيلية الإماراتية، ميره القاسم، إن المشهد التشكيلي ببلادها مزدهر، وأن ذلك يرجع إلى الدعم الكبير الذي تتلقاه الحركة التشكيلية الإماراتية من قبل المؤسسات الثقافية والفنية بالدولة التي أولت  اهتماماً كبيراً للفنون التشكيلية مما خلق بيئة مشجعة للفنانين للتجريب والتطور والاستمرارية.

 

وأضافت القاسم،  أن المشهد التشكيلي العربي  يشهد  كذلك حالة من الإزدهار الفني، مع تنامي الاهتمام بالفنون البصرية، وتزايد المشاركة العربية بالفعاليات الدولية من مهرجانات فنية ومعارض تشكيلية، الأمر الذي مكّن التشكيليين العرب من عرض أعمالهم في الملتقيات الفنية العالمية وساعد على خلق مزيد من الاحتكاك بين الفنانين بالعالم العربي وأقرانهم ببلدان العالم، وفتح المجال واسعاً لتبادل الرؤى والأفكار والإطلاع على تجارب الآخرين ، معتبرة أن كل ذلك سيتيح إمكانيات هائلة للنمو والإبتكار في المستقبل بمجالات الفنون البصرية كافة.

 

وحول رؤيتها للحضور العربي بالحركة التشكيلية العالمية، قالت ميره القاسم إن العرب ليسوا فقط قريبين من الحركة التشكيلية العالمية بل إن العرب لديهم فنانون استطاعوا أن يثبتوا أنفسهم على الساحة الدولية بفضل إبداعهم وجهودهم وأصبحوا محل تقدير في المحافل الفنية العالمية.

 

وأضافت أن الفنانين العرب يتفاعلون مع أقرانهم بمختلف القارات، ويتبادولون الأفكار والتأثير والتأثر، الأمر الذي عزّز مكانة الفنون التشكيلية العربية على المستوى الدولي.

 

وحول رؤيتها لما يواجهه الفنان التشكيلي العربي من مشاكل وعقبات، قالت الفنانة التشكيلية الإماراتية ميره القاسم إن بعض التحديات التي يواجهها التشكيليون العرب تتمثل في قلة الدعم المالي والحاجة لتعظيم قيمة الفن ودوره في النهوض بالمجتمعات، والحاجة لوصول الأعمال التشكيلية العربية لمنصات العرض والتسويق الدولية بشكل فعّال.

 

وحول رؤيتها لمدي قُدرة الفنان التشكيلي العربي على العيش من نتاج فنه قالت إن الفنان العربي يستطيع أن يعيش من نتاج ممارسته للفنون التشكيلية، ورأت أن ذلك يتطلب الكثير من العمل الجاد والترويج المستمر، مشيرة إلى أن سوق الفن يتوسع عربياً مما يُتيح فرصاً أكبر للفنانين في بيع أعمالهم خاصة مع انتشار المعارض والملتقيات الفنية المحلية والدولية.

 

وحول رؤيتها لحضور المرأة العربية بالمشهد التشكيلي، قالت القاسم  إن المرأة تحتل مكانة هامة في الحركة التشكيلية العربية، وأن تلك المكانة في حالة من التنامي وأن هناك العديد من الفنانات اللواتي يبدعن ويحققن نجاحات كبيرة، مما يثبت أنهن يمتلكن المقومات والأدوات الفنية بشكل جيد، ويسهمن في إثراء المشهد الفني بوجهات نظرهن وتجاربهن.

 

وحول رؤيتها للعلاقة بين اللوحة الفنية والقصيدة الشعرية، قالت القاسم إن العلاقة بين اللوحة الفنية والقصيدة الشعرية هي علاقة تكاملية، وأن كلاهما وسائل تعبيرية تعكس العواطف والأفكار بطرق مختلفة، لكنهما يشتركان في القدرة على إثارة  المخيلة. وأضافت أنها ترى أن اللوحة تستطيع أن تكون قصيدة مرئية، والقصيدة قد تكون لوحة مكتوبة.

 

وحول موضوعات لوحاتها الفنية قالت إن موضوعات أعمالها متنوّعة وهي مزيج من المشاعر ووجوه وعيون وبيوت وحالات إنسانية، وأنها تستكشف عبر أعمالها التشكيلية العلاقات الإنسانية والتفاعلات بين الألوان والأشكال، لخلق لوحات تعبر عن عمق التجربة الإنسانية.

 

وأكدت على حضور الرجل في أعمالها بجانب المرأة، وأن حضور الرجل في لوحاتها يأتي في إطار سعيها الدائم  لاستكشاف العلاقات الإنسانية والتفاعلات الاجتماعية، حيث يكون الرجل في أعمالها  رمزًا للقوة حيناً، وحيناً آخر رمزاً للضعف أو التحدي،  وأحيانًا أخرى يكون جزءًا من مشهد يعبر عن فكرة أو شعور معين، وأن المرأة حاضرة في لوحاتها باعتبارها رمزاً للجمال والقوة والحنان، وتحاول أن تعبر عن تجارب المرأة  ومشاعرها بشكل يعكس التنوع والعمق الذي يميزها، واعتبرت أن المرأة في أعمالها ليست فقط موضوعًا للرسم، بل هي أيضًا صوتا يعبر عن رؤى وأفكار مُتعددة.

 

وحول تجربتها مع الفنون التشكيلية والمدراس الفنية التي تنتمي لها قالت ميره القاسم إنها ترى أن تجربتها مع المدارس الفنية متعددة وغنية، وذلك من حيث المطالعة والتمعن في كل ما هو أساسي من خلال الفن الواقعي والانطباعي، وكيفية التقاط الضوء والظل والتفاصيل الدقيقة، وأنها بمرور الوقت، وجدت نفسها منجذبة نحو المدرسة التجريدية والتعبيرية، حيث تستطيع من خلالهما أن تُعبّر عن مشاعرها وأفكارها بحرية أكبر، دون التقيد بالشكل التقليدي.

 

وعن علاقتها باللوحة والفرشاة والألوان قالت القاسم إن العلاقة بينها وبين اللوحة والفرشاة والألوان هي علاقة حميمية وحيوية، وأنها عند بدء العمل على لوحة، تشعر وكأنها تبدأ رحلة جديدة حيث تكون الفرشاة أداة لاستكشاف أعماق أفكارها ومشاعرها، منوهة إلى أن الألوان بالنسبة لها هي لغة تعبيرية تعكس حالاتها النفسية وتترجمها إلى صور مرئية.

 

وحول شعورها وإحساسها وعوالمها الفنية حين تُمارس الفن، وحين تنتهي من رسم لوحة، قالت الفنانة ميره القاسم إنها حين تُمارس الفن تشعر بنوع من الانغماس التام في عوالم داخلية مليئة بالألوان والأشكال، وأن هذا الشعور يترافق مع إحساس بالحرية والإبداع اللامحدود، وبعد الانتهاء من رسم لوحة يراودها شعور بالرضا أو عدم الرضا  أو شعور مرتبك وأحيانًا تشعر بالتوتر.

 

يُذكر أن ميره القاسم هي كاتبة وشاعرة وفنانة تشكيلية إماراتية، عملت في عدد من الصحف اليومية ببلادها، كما تولت رئاسة قسم الثقافة الشعبية في مجلة المرأة اليوم وتنشر كتاباتها في عدد من الصحف بينها الاتحاد، والإمارات اليوم، والبيان، ولها مشاركات في الملتقيات التشكيلية والشعرية في داخل الإمارات وخارجها.